!Syrian media law draft.. the death of editor, go Bloggers go
أجبرت حركة التدوين الدولية عمالقة الإعلام في العالم على إعادة النظر في استرتيجياتهم المهنية، في محاولة منهم لمنازلة ما يقدمه المدونون من أخبار وخبريات بل وحتى إشاعات، طازجة كلها على الدوام، مع حرية فتح النقاشات والمداولات، وإفساح المجال للآراء المتعاندة، على عكس الاجتهادات التي لا تخلو من سخف وغباء لبعض المحررين الالكترونيين السوريين شبه الأميين في مواقع تعد نفسها رائدة التحرر الإعلامي الالكتروني محليا.
فقد دفعت موجة التدوين التي اجتاحت فضاء الانترنت والإعلام الالكتروني في بقية أنحاء العالم صحفا ذات أسماء وأوزان إلى إنشاء مدونات لزائريها داخل المواقع ذاتها، مدونات لا يمكن لـ"أتخن" موقع الكتروني سوري -بحسب المبالغات التي يقدم كل نفسه بها- أن يبلغ ما تبلغه لجهة توفير المعلومة والخبر لمتابعيها.
والحجج والانتقادات التي التي يسوقها من يسمون أنفسهم بـ"رؤساء تحرير" في المواقع الالكترونية السورية على الخصوص حول انعدام مصداقية بعض المواد المنشورة على المدونات الالكترونية المحلية يمكن استخدامها بيسر وسهولة في فضح التقصيرات المهنية التي يجترحها كل يوم أصحاب هذه المواقع عبر تغييبهم لسياسات التحرير الحقيقية، وافتقادهم لأدنى حماسة في عقد الاجتماعات الدورية مع صحفييهم ومراسليهم الذين يعملون معهم بمقابل مادي هو أقرب للصدقة، وصولا إلى الذائقة البصرية والإخراجية المؤسية التي يتقمصها معظم أولئك "الرؤساء" والتي يمكن لكثير من المجهودات الفردية للعديد من المدونين والقوالب الجاهزة لمواقع التدوين العالمية والعربية أن تبزها بسهولة. ناهيك عن أن إنشاء مدونة الكترونية ليس تحديا أكبر بكثير راهنا من إنشاء موقع إخباري سوري يديره اثنان وسكرتيرة متفرغة، حتى في ظل أحكام الطوارئ والقوانين الاستثنائية وسياسات الحجب الجائرة.
أما التعاطي المزاجي مع المواد التدوينية من قبل من يسمون أنفسهم مواقع احترافية سورية فهو سمة غالبة لا رادّ لتقلباتها التي لا يحكمها ضابط أو مهنية.
فتارة تكون بعض المدونات ذخيرة دسمة للمحرر الصباحي أو المسائي في موقع ما، فتراه يغرف هو ورئيسه منها ما شاء لهما الغرف، وأحيانا أخرى يحصل العكس تماما، وفي كلا الأمرين يستفيد الموقع الالكتروني في الترويج لنفسه على حساب المدون صاحب الفكرة، وإن من خلال عناوين الكترونية صفراء فاقعة، لا يكاد يهم معها الموضوع بحد ذاته، إن كان عن أسعار الخس والمازوت، أو العلاقات التركية السورية والمفاوضات السرية مع إسرائيل!
إن استنهاض همة التدوين الالكتروني السوري التي يشعر عديدون بأنها فترت أو فـُتـّرت مؤخرا، وإتاحة الفرصة أمام المدونين في حرية التعامل مع الأنباء والآراء كمواطنين ليست دعوة مجانية للانفلات السايبيري والذي هو أمر قائم بالفعل بفضل كثير ممن يطلقون على أنفسهم مواقع إخبارية سورية، والذين يتوائمون من حيث لا يدرون مع وجهة النظر الرسمية القاصرة محليا والتي تعد أي خروج على نصها أو إملاءاتها انفلاتا، الأمر الذي لا يعيه للأسف محترفو هذا العمل الالكتروني الصحفجي إياه.
تبدو وفاة رئيس التحرير السوري اليوم للبعض حاجة لا يستحيل تحصيلها -وإن مؤقتا- تمهيدا لنشور أكثر حرفية ومهنية وقدرةعلى مجابهة تحديات واقع الحال، خاصة في وضع يبدو فيه معظم هؤلاء القوم إما في موت سريري أصلا أو هم محنطون يحرك بعض أوصالهم بين الحين والآخر ما يقتاتون عليه من فتات الفياغرا الإعلانية والإيديولوجية والبريستيجية.
فجل المواد والبضاعة الإخبارية التي تقدمها المواقع الالكترونية السورية هو "كوبي بيست" وقص ولصق - كي لا نقول سرقة ولطش- من وسائل الإعلام المطبوع ومواقع الانترنت الأخرى، وهو أمر لا يصعب على مدون فرد القيام به من حين لآخر من سرفيس "الدوار الشمالي" في الطريق إلى محاضرة باهتة في جامعته، أو في استراحة شوطي مباراة "برشلونة" و"ريال مدريد" في الشام القديمة، أو حتى بعد مطارحة حبيبته الغرام وفي السرير ذاته. ما يجعل السؤال حول القيمة المضافة التي توجب وجود "رئيس تحرير" بمثل هذه المواصفات السورية الراهنة أمرا له مشروعيته.
حتى التدوين الـ"فيسبوكي" وأدب الـ"ستاتوسات" والـ"دبل لايك سك" على ما يجد فيه المرء أحيانا من ركاكة وغثاثة، غير أنه ليس أسوأ كثيرا من بعض الإفتتاحيات الإحترافية الجيوبولتيقافية المطولة، أو معلقات الرأي العوراء، أو الترويجات الإعلانية الصفيقة في الأخبار الموجهة.
فليبق الصحفيون في تلك الغرف و"الكوريدورات" والحمامات التي تطلق على نفسها إسم مؤسسات إعلامية سورية، لضرورات مادية ومعاشية قاهرة، ولكن ليبدؤوا هم أنفسهم كذلك مدوناتهم الشخصية، وليعيدو فيها نشر موادهم، بل ولينشروا فيها كل ما يتـنمرد رئيس التحرير عليه، ويقمعه، كي يحصلو على الأقل على بعض التفاعل من محيطهم –وإن الالكتروني مبدئيا-، كي لا تدفن موادهم في درج السكرتيرة "شهد"، أوتذهب هباء في "ريساكل بين" ابن أخو عم المتنفذ العلاني وشركاه، أولئك المنافحين عن حرية التعبير وحاصدي ميكرفونات المنابر، واستشاريي التقارير الإعلامية الإقليمية والدولية في عمان وبيروت واسكندنافيا.
إن إغناء فضاء التدوين السوري من داخل البلاد وخارجها كفيل بتسميد التربة الإعلامية الالكترونية القاحل أغلبها اليوم، وتطوير أدوات الحوار بدون حساسيات تحريرية مفتعلة.
خاصة وأن الصحافة الإلكترونية السورية على الجملة لم تكن أساسا في يوم من الأيام حصيلة تطور إعلامي طبيعي، وإنما أتت نتيجة طفرة تقنية تشكلت في رحم قمع صحفي كلاسيكي دام عقودا.
لقد وطئ إعلاميو الالكتروني أرض فضاء الانترنت بأقدام وأقلام مترعة بسرطاناتهم الموروثة عن المطبوع والمرئي والمسموع، في محاولة غريزية للتخلص منها، وبالتالي فإن الدعوة إلى موجة تدوينية جديدة اليوم لهي في السياق تماما، إذ ليس من حق المتمركزين على كراسي مناصب التحرير الالكتروني السوري رسميين وغيرهم احتكار هذا الفضاء، أو حرمان غيرهم مما أسرفوا هم في تحليله لأنفسهم، بل إنهم أعجز من بلوغ معشار ذلك.
فليذهب رئيس التحرير الالكتروني السوري العاهة إلى تابوته، وليترك المجال لهؤلاء الشباب المتمكنين تقنيا وغير القاصرين فكريا لممارسة حريتهم في العمل والنقد بل وحتى اللعب، وإلا فليتعلم وليتقن عمليا ما يصدع به رؤوسنا تنظيريا و"إعلاكيا" كل يوم، هذا، أو هو الشريك الكامل في تيسير سيطرة تلك القوانين الحجرية التي تسعى وزراة الإعلام السورية وغيرها إلى إقرارها، ولا تهدف من ورائها سوى إلى التضييق والخنق وكم الأفواه، سواء تلك التي من لحم ودم، أو من "لينكات" و"بودكاستات".
أجبرت حركة التدوين الدولية عمالقة الإعلام في العالم على إعادة النظر في استرتيجياتهم المهنية، في محاولة منهم لمنازلة ما يقدمه المدونون من أخبار وخبريات بل وحتى إشاعات، طازجة كلها على الدوام، مع حرية فتح النقاشات والمداولات، وإفساح المجال للآراء المتعاندة، على عكس الاجتهادات التي لا تخلو من سخف وغباء لبعض المحررين الالكترونيين السوريين شبه الأميين في مواقع تعد نفسها رائدة التحرر الإعلامي الالكتروني محليا.
فقد دفعت موجة التدوين التي اجتاحت فضاء الانترنت والإعلام الالكتروني في بقية أنحاء العالم صحفا ذات أسماء وأوزان إلى إنشاء مدونات لزائريها داخل المواقع ذاتها، مدونات لا يمكن لـ"أتخن" موقع الكتروني سوري -بحسب المبالغات التي يقدم كل نفسه بها- أن يبلغ ما تبلغه لجهة توفير المعلومة والخبر لمتابعيها.
والحجج والانتقادات التي التي يسوقها من يسمون أنفسهم بـ"رؤساء تحرير" في المواقع الالكترونية السورية على الخصوص حول انعدام مصداقية بعض المواد المنشورة على المدونات الالكترونية المحلية يمكن استخدامها بيسر وسهولة في فضح التقصيرات المهنية التي يجترحها كل يوم أصحاب هذه المواقع عبر تغييبهم لسياسات التحرير الحقيقية، وافتقادهم لأدنى حماسة في عقد الاجتماعات الدورية مع صحفييهم ومراسليهم الذين يعملون معهم بمقابل مادي هو أقرب للصدقة، وصولا إلى الذائقة البصرية والإخراجية المؤسية التي يتقمصها معظم أولئك "الرؤساء" والتي يمكن لكثير من المجهودات الفردية للعديد من المدونين والقوالب الجاهزة لمواقع التدوين العالمية والعربية أن تبزها بسهولة. ناهيك عن أن إنشاء مدونة الكترونية ليس تحديا أكبر بكثير راهنا من إنشاء موقع إخباري سوري يديره اثنان وسكرتيرة متفرغة، حتى في ظل أحكام الطوارئ والقوانين الاستثنائية وسياسات الحجب الجائرة.
أما التعاطي المزاجي مع المواد التدوينية من قبل من يسمون أنفسهم مواقع احترافية سورية فهو سمة غالبة لا رادّ لتقلباتها التي لا يحكمها ضابط أو مهنية.
فتارة تكون بعض المدونات ذخيرة دسمة للمحرر الصباحي أو المسائي في موقع ما، فتراه يغرف هو ورئيسه منها ما شاء لهما الغرف، وأحيانا أخرى يحصل العكس تماما، وفي كلا الأمرين يستفيد الموقع الالكتروني في الترويج لنفسه على حساب المدون صاحب الفكرة، وإن من خلال عناوين الكترونية صفراء فاقعة، لا يكاد يهم معها الموضوع بحد ذاته، إن كان عن أسعار الخس والمازوت، أو العلاقات التركية السورية والمفاوضات السرية مع إسرائيل!
إن استنهاض همة التدوين الالكتروني السوري التي يشعر عديدون بأنها فترت أو فـُتـّرت مؤخرا، وإتاحة الفرصة أمام المدونين في حرية التعامل مع الأنباء والآراء كمواطنين ليست دعوة مجانية للانفلات السايبيري والذي هو أمر قائم بالفعل بفضل كثير ممن يطلقون على أنفسهم مواقع إخبارية سورية، والذين يتوائمون من حيث لا يدرون مع وجهة النظر الرسمية القاصرة محليا والتي تعد أي خروج على نصها أو إملاءاتها انفلاتا، الأمر الذي لا يعيه للأسف محترفو هذا العمل الالكتروني الصحفجي إياه.
تبدو وفاة رئيس التحرير السوري اليوم للبعض حاجة لا يستحيل تحصيلها -وإن مؤقتا- تمهيدا لنشور أكثر حرفية ومهنية وقدرةعلى مجابهة تحديات واقع الحال، خاصة في وضع يبدو فيه معظم هؤلاء القوم إما في موت سريري أصلا أو هم محنطون يحرك بعض أوصالهم بين الحين والآخر ما يقتاتون عليه من فتات الفياغرا الإعلانية والإيديولوجية والبريستيجية.
فجل المواد والبضاعة الإخبارية التي تقدمها المواقع الالكترونية السورية هو "كوبي بيست" وقص ولصق - كي لا نقول سرقة ولطش- من وسائل الإعلام المطبوع ومواقع الانترنت الأخرى، وهو أمر لا يصعب على مدون فرد القيام به من حين لآخر من سرفيس "الدوار الشمالي" في الطريق إلى محاضرة باهتة في جامعته، أو في استراحة شوطي مباراة "برشلونة" و"ريال مدريد" في الشام القديمة، أو حتى بعد مطارحة حبيبته الغرام وفي السرير ذاته. ما يجعل السؤال حول القيمة المضافة التي توجب وجود "رئيس تحرير" بمثل هذه المواصفات السورية الراهنة أمرا له مشروعيته.
حتى التدوين الـ"فيسبوكي" وأدب الـ"ستاتوسات" والـ"دبل لايك سك" على ما يجد فيه المرء أحيانا من ركاكة وغثاثة، غير أنه ليس أسوأ كثيرا من بعض الإفتتاحيات الإحترافية الجيوبولتيقافية المطولة، أو معلقات الرأي العوراء، أو الترويجات الإعلانية الصفيقة في الأخبار الموجهة.
فليبق الصحفيون في تلك الغرف و"الكوريدورات" والحمامات التي تطلق على نفسها إسم مؤسسات إعلامية سورية، لضرورات مادية ومعاشية قاهرة، ولكن ليبدؤوا هم أنفسهم كذلك مدوناتهم الشخصية، وليعيدو فيها نشر موادهم، بل ولينشروا فيها كل ما يتـنمرد رئيس التحرير عليه، ويقمعه، كي يحصلو على الأقل على بعض التفاعل من محيطهم –وإن الالكتروني مبدئيا-، كي لا تدفن موادهم في درج السكرتيرة "شهد"، أوتذهب هباء في "ريساكل بين" ابن أخو عم المتنفذ العلاني وشركاه، أولئك المنافحين عن حرية التعبير وحاصدي ميكرفونات المنابر، واستشاريي التقارير الإعلامية الإقليمية والدولية في عمان وبيروت واسكندنافيا.
إن إغناء فضاء التدوين السوري من داخل البلاد وخارجها كفيل بتسميد التربة الإعلامية الالكترونية القاحل أغلبها اليوم، وتطوير أدوات الحوار بدون حساسيات تحريرية مفتعلة.
خاصة وأن الصحافة الإلكترونية السورية على الجملة لم تكن أساسا في يوم من الأيام حصيلة تطور إعلامي طبيعي، وإنما أتت نتيجة طفرة تقنية تشكلت في رحم قمع صحفي كلاسيكي دام عقودا.
لقد وطئ إعلاميو الالكتروني أرض فضاء الانترنت بأقدام وأقلام مترعة بسرطاناتهم الموروثة عن المطبوع والمرئي والمسموع، في محاولة غريزية للتخلص منها، وبالتالي فإن الدعوة إلى موجة تدوينية جديدة اليوم لهي في السياق تماما، إذ ليس من حق المتمركزين على كراسي مناصب التحرير الالكتروني السوري رسميين وغيرهم احتكار هذا الفضاء، أو حرمان غيرهم مما أسرفوا هم في تحليله لأنفسهم، بل إنهم أعجز من بلوغ معشار ذلك.
فليذهب رئيس التحرير الالكتروني السوري العاهة إلى تابوته، وليترك المجال لهؤلاء الشباب المتمكنين تقنيا وغير القاصرين فكريا لممارسة حريتهم في العمل والنقد بل وحتى اللعب، وإلا فليتعلم وليتقن عمليا ما يصدع به رؤوسنا تنظيريا و"إعلاكيا" كل يوم، هذا، أو هو الشريك الكامل في تيسير سيطرة تلك القوانين الحجرية التي تسعى وزراة الإعلام السورية وغيرها إلى إقرارها، ولا تهدف من ورائها سوى إلى التضييق والخنق وكم الأفواه، سواء تلك التي من لحم ودم، أو من "لينكات" و"بودكاستات".