2011-12-05

free Razan


Why Syria's arrested blogger, Razan Ghazzawi, is one of my heroes


 Jillian C York

A consummate activist, let's hope my friend's belief in the power of people is well placed and helps secure her freedom


Razan Ghazzawi, a Syrian blogger, has been arrested. Photograph: Jillian C York
I got an urgent instant message from my good friend Razan Ghazzawi last Tuesday night. Having tweeted and blogged against the Syrian regime for the past several months under her real name, from inside Syria, Ghazzawi was concerned that she had become a target. 

Always prepared, she sent me her contingency plan: close her online accounts. Syrians who have been arrested and detained over the past nine months have reported having their passwords demanded by authorities. Though closing her accounts wouldn't help her, it could protect her friends – that's the kind of person Ghazzawi is.



Those close to her say that she was on her way to a workshop in Jordan organised by her employer, the Syrian Centre for Media and Freedom of Expression, when she was arrested. Though it's difficult these days to understand anything the Syrian regime does, her blog may have been the impetus for her arrest, or it may not have, but in either case her outspoken writing could very well make things worse for her.

By birth, Ghazzawi is an American citizen – though she would undoubtedly resent the idea of that being used to free her. In any case, it is unlikely that the US government could have any pull with the Syrian regime at this point.

I met Ghazzawi in 2008 at a conference in Europe. We only connected briefly – she was working on her master's thesis – but we kept in touch and when I visited Syria the next year, reconnected. She is a consummate activist, never content to let something slide, always thinking, sometimes too much. She is passionate about LGBT and gender rights, Palestine and, of course, her beautiful Syria.

Though Ghazzawi had blogged under her own name for several years, at the start of the Syrian revolution she had a change of heart, changing her name on Twitter and locking down her Facebook account. I never asked, but I assumed she was scared. She left for a while for Lebanon, then Egypt, but ended up back in Syria soon after; I can only assume she felt compelled to return.

Eventually, she decided against anonymity, returning to her former outspoken nature and tweeting, her opposition to the regime coming across loud and clear. 

What I appreciate and respect the most about Ghazzawi (and what I suspect is what irks a lot of other people about her), however, is her honesty and humanity. Though a staunch supporter of Palestinian rights, she has denounced the double standards of Palestinian resistance groups that have expressed support of the Syrian regime. She has not been afraid to speak up against those she disagrees with, even her friends. For that, she is among my heroes.

She has also been pragmatic, sceptical even, of the role of social media in Syria and throughout the region, consistently claiming that "online activists are overrated". Bemused, annoyed even, at all of the invitations she's received to represent Syrian digital activists at conferences, she has taken a pragmatic approach to the effect of digital tools in Syria, where access to the internet hovers at around 20% and DSL is mostly unavailable outside of Damascus.

Last time I saw her, at the Third Arab Bloggers Meeting in Tunis, she drove the point home: after learning that Palestinians had been denied visas to attend, she slapped a sign on her back that read: "OK, [Palestinians] denied entry. Let's not just tweet about it!"

It is ironic then, that her own online outspokenness may be the cause of her arrest.

In respect to the Syrian opposition, Ghazzawi has been thoughtful, nuanced, writing about her love of Syria and her desire for a simultaneously free and peaceful Syria. On her blog, she recently wrote:

         "Colonisation made us all a bunch of nationalists [fighting] for a label [rather] than for a value. I want to be living hand in hand with all of you, and this cannot be done if we see ourselves as 'majorities' and 'minorities.' The foundation of this logic lies in nationalism."

But if there is one thing that represents Ghazzawi more than anything, it is her belief in the power of people – not politicians, not parties, but individuals. "It's time for people's self-determination to rule the region, you just wait and watch," she wrote in October. Let's hope that her prophecy is correct.


the guardian

2011-08-04

مثقفون لبنانيون يدعون الى وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورته


منذ خمسة اشهر والنظام الاستبدادي السوري يصم اذنيه عن المطالب المشروعة
للشعب السوري. ما يريده السوريون لأنفسهم هو الكرامة الانسانية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وانهاء كابوس ديكتاتورية الجمهورية الوراثية.
نحن الموقعين على هذا البيان نعلن شجبنا للعنف الذي يمارس ضد الشعب السوري في ثورته السلمية الديموقراطية، وندعو المواطنين اللبنانيين الى وقفة تضامنية في التاسعة من مساء الاثنين 8 آب امام تمثال الشهداء، نضيء فيها الشموع، ونرسل من خلال شهداء 6 ايار اللبنانيين والسوريين رسالة تضامن الى الشعب السوري الشجاع والنبيل. 
Monday, August 8 · 9:00pm - 10:00pm

صفحة الفيسبوك "هنا"



2011-07-11

في حال لم تدركوا بعد.. إنها ثورة ضدكم أيضا


In case you didn’t get it yet .. the revolution is against you -classical opposition-  as well

تابعت المعارضة السورية القديمة ممثلة بـ"إعلان دمشق" و"الإخوان المسلمين" و"التجمع الوطني الديموقراطي"، و"حزب العمال الثوري"، وتشكيلة الأحزاب السورية الكردية المعروفة، وغيرها، وعدد من الشخصيات المعارضة مما يسمى بـ"الرموز" والمبثوثة اعتباطا في الأنحاء؛ أقول تابعت هذه كلها جميعا وصلتها المعارضجية الروتينية المستمرة بقوة العطالة منذ سنوات طويلة، وكأن ثورة لم تقم ضد النظام، أو كأن الانتفاضة الشعبية الحالية ضد الاستبداد تجري في مكان آخر ليس سوريا.


بل إن من هذه المعارضة من حاول بانتهازية سافرة ركوب موجة الاحتجاجات باكرا. كتلك الدعوة التي وجهها "الإخوان" في أحد أيام الجمعة للنزول إلى الشارع، بعد أن كان الناس في الشارع أصلا. منتشين –الإخوان- أسرع من اللازم سياسيا، ومن جلسة المداعبة الأولى في "الحضن" التركي.

وهي دعوة لاقت استهجانا من العديد من الفعاليات المنظمة للاحتجاجات على الأرض، وخلت كل تظاهرات الحرية في طول البلاد وعرضها في ذلك اليوم -كما في الأيام السابقة واللاحقة- من أي "لواء" لهذه الجماعة التي لازالت تتلطى وراء شعبية موهومة مستفيدة من التعتيم الإعلامي على مجريات الانتفاضة الشعبية المتواصلة من قبل سلطة الأمر الواقع في سوريا.

غير أن ارتجال "الإخوان" الأخير ذاك لم يكن بدعا في طريقة التفكير التي تتعاطاها المعارضة القديمة على الإجمال، ومنها "إعلان دمشق" الذي سبق له ودخل مع "الإخوان" إياهم في تحالف منفر سياسيا وأخلاقيا مع نائب رأس السلطة المنشق –عن رأسها لا عن ديكتاتوريتها ولصوصيتها- عبد الحليم خدّام، والذي يبحث اليوم في قمامته الدبلوماسية عن "كروت فيزيت" قديمة لموظفي سفارات العالم ليتحدث إليهم مسوقا نفسه، بدء بواشنطن وليس انتهاء بتل أبيب كما ظهر للعلن.

وما يجمع كل هؤلاء الذين سبق ذكرهم وآخرين سواهم، هو تلك اللطخة العمياء في أبصارهم التي يستعينون بها على تجاهل المطالب الحقيقية للثورة السورية في إسقاط "النظام"، أي "السلطة" و"المعارضة" معا، بثقافة متجددة ترمي وراءها -للتاريخ ربما- ذلك اللغو والرغو السياسي والثقافي الذي يتفنن في إنتاجه شفاهة وكتابة على وسائل الإعلام مثقفوا ومرتزقة الطرفين منذ عقود.

ومخطئ من يظن أن السورين المنتفضين سلميا اليوم في شوارع المدن والقرى بتماسهم الدامي مع الرصاص الحي يريدون تغيير "بشار الأسد" كشخص، مثل حال ذلك الاسم غير الموفق على الاطلاق لصفحة "الفيسبوك" الشهيرة.

وكما تلجأ قيادة نظام الأمر الواقع في سوريا في إفلاسها الأخلاقي والسياسي إلى مداهنة المشايخ، والقساوسة، والعشائر؛ يستسهل مثقفو المعارضة البائدة ورموزها القبض من المادة السياسية الموجودة اليوم خاما لإعادة تشكيل لغوهم المخاطي بأشكال أخرى، مداهنين الشباب بأدوات لا يملكونها، لدرجة أنّ أحد الرموز الأشاوس للعلمانية السورية المعارضة رمى في الفترة الأخيرة في جريدة "الأخبار" اللبنانية –وما أدراك ما الأخبار- مادة متهافتة تنتقص من قدر الشباب المنتفض، وهو بالكاد يملك القدرة على التواصل مع هؤلاء الشبيبة التي يتخوف من وضع المستقبل بين يديها، خاصة وأنه لا يملك حتى حسابا عل الـ"جيميل" للمراسلة ! ما يطرح السؤال حول فائدة ذلك الرأس المعرفي المتخم إن فقد شرايين الاتصال بباقي أنحاء الجسد.

علاوة على ذلك، لم يسبق لأي من هؤلاء المنظرين أن أتحفنا بأي تحليل، أو نقد، أو استقراء للثورات، والانتفاضات، والاحتجاجات، في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين-بعيد عن الاستعراضات الصحفجية-. حيث كان الخصاء الفكري لـ"رموز" المعارضة السورية القديمة واضحا للعيان لديهم جميعا، ورأينا كلنا أشداقهم المفتوحة في الصفحات الثقافية دهشة واستغرابا، كأي "مواطن عادي"، وهي عبارة كثيرا ما يستخدمونها لتحصين نخبويتهم المختارة. لنراهم اليوم -دون مقدمات- خبراء ومراجع، لا بحال ما يجري اليوم في سوريا، بل بما ستؤول عليه الأمور مستقبلا فيها. زادهم في هذا ضوضاء إنشائية، وأحمال من إشارت التعجب والاستفهام، وسيل لا ينقطع من الوعيد الـ"نوستراداموسي" بسوء العاقبة، الطائفية غالبا.

من الواضح أن المعارضجي القديم والمثقف السوري الأقدم لا يخاف هذه الأيام أن يعتقل أو يعذب أو يقتل انطلاقا من ردة فعل غريزية مبررة، وإنما لوهم راسخ في ذاته بأنه يحمل قيمة مضافة فائضة عن غيره داخل أناه المتورمة.

فهؤلاء القوم ومن في صفهم، اعتباطا أو عن دراية، من مثقفي العقل القديم، ولجوا باب أدوات التواصل المعاصرة من باب خاطئ. فبعد الكتاب الأحمر، والكتاب الأخضر، ظن كل هؤلاء بسذاجة أنهم وقوعوا أخيرا على اللون المنشود، "الكتاب الأزرق" وهو "الفيسبوك". غافلين عن خلو هذا الأخير من أية أيدلوجيا مباشرة، على الطريقة التي عهدوها وثقبوا رؤوسنا بتكرارها فيما مضى، لـ"يحمّـلوا" في المحصلة المخزية نفس العقلية القديمة على الصفحات الجديدة، ويبثوها بعد الرُقـُم، رَقميـّا.

وفي حين يرفع "العوام"، و"الغوغاء" -كما يرونهم- شعار (لا بشار ولا مخلوف، بعد اليوم ما في خوف)؛ لازال هؤلاء ممعنين في مجازهم وتوريتهم، وتقيتهم الثقافية، معلين من قيمة "العيب" في مواجهة من يحاول أن ينأى بمستقبله بعيدا عن سفسطاتهم، لأنهم في عين ذاتهم "أكبر" و"أحكم"، وما تلك العين إلا من طبيب العيون ذاك.

لقد عجزت المعارضة البائدة إلا عن اعادة استيلاد مريضة لتلفيقياتها القديمة المضبوطة قواعديا، نحوا وإملاء، مقابل لغة الشارع المنفلتة ببلاغة من سيور التقليد. "الأرابيش" عبر "فيسبوك"، و"سكايب"، و"تويتر"، فاقت بفصاحاتها الثورية، وحنكتها التعبيرية، كل ذلك "العلاك" الصلد، الموزون "خليلياً"، والذي يتمترس وراءه هؤلاء المثقفون. ممن لم يكلفوا انفسهم مفارقة خطاب السلطة القمعية تحليلا أو لغة، فانساقوا وراء ذات طروحات الأمن، والاستقرار، والسلفية، وعجزوا حتى عن إيجاد لغة سياقية مختلفة لا ترى في هذا النظام مخلصا باطنيا من ربقة الطائفية وهو الطائفي بامتياز، وضامنا مستترا للأمن وهو المجرم واللص.

وما تخويفهم المتواتر من "المؤامرة"، والأجندات الأجنبية، سوى دليل آخر على فضيحة افقتقادهم لعقود طويلة لأي أجندة وطنية تحررية بديلة، على كل الصعد والمستويات، نحو دولة سورية مدنية حرة. لدرجة أن صلف السلطة في عدم اعترافها بأخطاءها والكوارث التي جلبتها على البلاد طوال السنوات الماضية؛ يكاد يقاربه صلف هذه المعارضة التي تعتبر نفسها . صالحة لكل زمان ومكان، واستثناء من المعارضات التونسية والمصرية –ذات الباع الأطول سياسيا- التي سقطت دون أن يذرف عليها أحد "ستاتوس" فيسبوك واحد.

معارضة لا تعدو بياناتها المختلفة الصادرة تباعا منذ بدء الانتفاضة الشعبية سوى مسابقة ضحلة في تبديد الموارد البيئية من ورق وكهرباء وكافيين؛ لإعادة تبنيد ما عرفه الناس سلفا، وماتوا في سبيله. أما الباقي فليس سوى نصوص تستدعي الملل الفكري، والتثاؤب السياسي. وقد تصلح منوما إجباريا في المنزل لما بعد عودة المنتفضين كل يوم من التظاهر شهداء، ومعتقلين، ومصابين، ومعذبين، ومخفيين قسريا، في درعا، والمعضمية، وبانياس، واللاذقية، وبابا عمرو، والرستن، وتلكلخ، وعامودا، وصلاح الدين، ومعرة النعمان، وبرزة، ودوما، وداريا، و..و.. وهم قوم لا يجرؤون بطروحاتهم التي تجاوزها الزمن على إبراز سحنتهم "المعارضة" و"المثقفة" في أي من هذه الأماكن ساعة ذروة التوق للحرية.

وشأن مثقفي هذه المعارضة البائدة كشأن وزارة الثقافة السورية في عهد الاستبداد الأخير بين "الرياضين" سيئي الصيت؛ رياض عصمت، ورياض نعسان آغا، وهي تكابر اليوم ما زالت لإقامة "معرض دمشق للكتاب"، لا إمعانا في "بروباغاندا" أن "كل شيء على ما يرام"، بل متناسية أنه بعد تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، وسوريا، بالكاد تبقى هناك كتاب جدير بالقراءة من تلك الإصادرات السابقة على هذه الانتفاضات الشعبية.

من "أدونيس" إلى "جورج وسوف"، ومن "عزيز العظمة" إلى "دريد لحام"، وصولا إلى "بسام القاضي" و"ميشيل كيلو". لقد انتهى الإعلان في "إعلان دمشق" وخارجه، واليوم نحن في مرحلة البث المباشر لصوت الشارع الذي إن عجز دوي ماسورة "تي 72" عن إسكاته؛ فمن باب أولى ألا تشوش عليه تكتكات أطقم الأسنان الاصطناعية السياسية والمثقفاتية التي ليست فقط بادية العجز في هضم الدسم الشبابي في الربع الأول من هذه العام، بل تريد أن تورثنا عسر هضمها المزمن ذاك بالإكراه.

هؤلاء الذين لم يروا في الجوامع في هذا الظرف بالذات سوى أماكن عبادة لطائفة بعينها، وطالبوا الناس برفض الخروج منها نحو الحرية، وغضوا بصرهم سريعا عن كل تلك التظاهرات التي خرجت من أماكن أخرى وفي كل أيام الأسبوع، نهارا وليلا، إنما يقدمون ملمحا آخر لأميّـتهم اللوجستية في بلد يرزح تحت حكم مخابراتي أمني يرفع "ستالين" له القبعة في لحده. وهي أميّة عهدناها فيهم ولم تفاجئ أحدا بالمناسبة، وهم الذين عجزوا بشكل فضائحي لعقود عن جمع أعواد ثقابهم التنويرية في علبة واحدة.

أيا يكن الأمر، لماذا لم تتفضل هذه القامات وتنزل إلى الشارع من أي مكان ترغب النزول منه؟ لماذا لم ينزلوا من صوامعهم وأبراجهم؟ لماذا لم يتفضلوا وينزلوا من حمامات مساجهم الذهنية المرتخية؟ ؟ لماذا لم يتفضلوا وينزلوا من مراصدهم الاجتماعية والثقافية و"الإبستمولوجية" التي أوهموا الناس سنين طويلة بأنها تطل عليهم لـ"دراستهم"، في حين أنها لم تكن تطل سوى على غرف نومهم الخاصة وسلال قمامتهم الشخصية المرتبة.

إن كان نظام الاستبداد في سوريا لازال يكابر دمويا للتشبث بكرسي سلطته القمعية؛ فإن "إعلان دمشق" وسواه من الإعلانات والفواصل الرمزاوية المعارضجية والمثقفاتية الأخرى قد "سقطت" عفوا منذ أول دعسة قدم في ذلك الزقاق المغبر في درعا المنسية، في 18 من آذار "المستقبل"، وقضي الأمر.

وهذه الوحدانية التي لمسناها في خطاب النظام "سلطة – معارضة قديمة" لا ينبي إلا عن ذلك القنوط واليأس المستفحلين، اللذين يكنهما هؤلاء جميعهم لشعبهم "القاصر"، "العاطفي"، "السلفي"، "الطائفي"، "المتهور"، "الجاهل"، "الغريزي"، "المسلح". لدرجة ان أحدهم "الرمز" خرج على إحدى الفضائيات ليسبغ على مؤتمره في "سمير أميس" حصرية نعت "الوطنية" بلغة تبقى مرذولة وإن ممن كان بحجمه وتاريخه.

بيد أنه لازال في الأمر متسع لراغب بالالتحاق. وإن كاد المراهنون على "إصلاح" النظام قد شارفوا على الانقراض، فإن الباب لم يغلق بعد تماما أمام هؤلاء من ذوي العقل المعارض القديم كي يستفيقوا ويراجعوا ويعترفوا ويصارحوا ويتصلوا بأناسهم. فليقدموا مراجعاتهم وليعترفوا بإخفاقاتهم وليوضحوا مكامن القوة في نظرتهم للمستقبل كي يعرف الناس من هم الآن، لأننا لا نريد أن نعرف من كانوا. وسنبني لهم رغم ذلك متحف شمع كي يطمئنوا لخلودهم. وإلا فإن كل كتابتهم، ومؤتمراتهم، واستعراضاتهم على الشاشات، ومصافحاتهم مع الخارج الدبلوماسي، أو الداخل المستبد، لن تعدو كونها حلقة أخرى في دراما مبتذلة لن يلتفت إليها أحد. فنحن لسنا في وارد الانتقال من شعار مريض إلى آخر. من شعار "سيد الوطن"، إلى "سيدة الأحرار"، أو"سيد المقاومة"، أو"سيد الثورة". فالأحرار لا سادة لهم إلا أنفسهم.

وهؤلاء الذين فقدوا خيالهم، لايسع أحدا أن يسألهم أن يرسموا لنا المستقبل.