2010-08-05

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!


استراتيجيات الشباب: بين التراصص والتحاصص(1)

-آراء قيادات حزبية في موضوع العمل الحزبي الشاب - الجبهة الوطنية التقدمية


أسامة الماغوط
سكرتير اتحاد الشبيبة الشيوعية (شبيبة خالد بكداش)
الحزب الشيوعي السوري




الرفيق خالد بكداش تكلم مع الرئيس حافظ الأسد قائلا:(هل ستمنعون أولادنا من أن يصيروا شيوعيين)؟

ليس مطلوبا من الشباب قراءة تاريخ سوريا ليحددوا موقفهم السياسي؛ فهناك عمـّال شباب سوريون لا يجيدون حتى القراءة!

لا يمكن القول أن إطلاقنا اسم (شبيبة خالد بكداش) على التنظيم الشبابي في الحزب الشيوعي السوري هو تكريس لـ (عبادة للفرد)!

لنقل للشباب كل الحقيقة, ولنطلعهم عمـّا يدور في البلد, من أسباب الفقر والظلم الذي يعيشونه, ولنعطهم لاحقا حرية اختيار اصطفافاتهم السياسية.



من دون مقدمة....



• ....................؟

"في 1931 أي بعد 7 سنوات فقط على تأسيس الحزب الشيوعي السوري كان هناك تنظيم شبابي داخله، وكان في حينه فرعا من الأممية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا لم ينقطع العمل بين الشباب من طرفنا بتاتا، تحت اسم (الشبيبة الشيوعية السورية) في البداية، ثم (اتحاد الشباب الديمقراطي)، قبل أن نعود إلى الاسم الأول في المؤتمر الأخير وهو اتحاد الشبيبة الشيوعية.

ناهيك عن أنّ تأسيس الحزب الشيوعي السوري أصلا قام على أيدي شباب كانت أعمارهم في حينها في العشرينات، والقيادات التي ثبـّـتت الحزب في البلد كانت من الشباب."

• ....................؟

"رغم ميثاق الجبهة إلا أننا لم ننقطع كحزب شيوعي عن العمل بين الطلاب، وكان لدينا تواجدنا الجدي في المدارس والجامعة، فهذه المسألة بالنسبة لنا كانت قضية حساسة لا مجال فيها للأخذ و الرد، حتى أنّ المرحوم الرفيق خالد بكداش تكلم مع الرئيس حافظ الأسد قائلا (هل ستمنعون أولادنا من أن يصيروا شيوعيين؟)

وكان هناك تفهم لهذا الموضوع، حيث لم نتعرض لأية مضايقات في هذا الخصوص، أمّـا عدم اشتغال باقي الأحزاب على هذه الأمر فهذا موضوع يعني تلك الأحزاب مباشرة.

والادعاء بأنّ الظرف غير مناسب للعمل هو من أسهل الأعذار، ولكن الوضع على غير ذلك.

هناك هامش من الديمقراطية في البلد، وقد أصبح الموضوع أسهل اليوم بعد أن لم يعد هناك في ميثاق الجبهة نفسه وجود لبند (حظر العمل بين الطلاب) بالنسبة لأحزاب الجبهة، لكن بالأصالة عن أنفسنا (الحزب الشيوعي السوري) أقول أننا كنا نعمل قبل هذا التعديل ولا زلنا مستمرين بالعمل بعده، بل إننا ندعو اليوم إلى نوع من العمل المشترك بين شبيبة أحزاب الجبهة ذاتها.

فمشاكلي أصلا أنا كطالب جامعة هي في المحصلة واحدة، سواء كنت شيوعيا أم بعثيا أم قوميا سوريا أم ...، وعليه يمكن إيجاد عمل جماعي بيننا يكون موجها للوسط الجامعي.

لكننا وعدا عن أي شيء آخر موجودون كشيوعيين في اجتماعات الاتحاد الوطني لطلبة سوريا.

وأنا أذكر جيدا أنه إبـّان دخولي الجامعة -كلية الهندسة الزراعية- في العام 91 شاركت في الانتخابات الطلابية ونجحت باسم الشيوعيين، وبغض النظر عن وجود قوائم أم لا، كنا موجودين، ونحن موجودون اليوم أيضا في كل الكليات.

والدليل على ذلك أنه كان لدينا منذ فترة قريبة مهرجان بمناسبة الذكرى الـ90 لثورة أكتوبر والـ95 لميلاد الرفيق خالد بكداش والـ83 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، ولو لاحظت فقد كان 70% من الحضور من فئة الشباب، ومن دون أيـّة مبالغة.

كما أذكر كذلك حضوري مهرجانا لـ(اتحاد الشباب الديمقراطي) في (الفرلـّق) في اللاذقية، وفي مكان عام سنة 88.

لذلك نحن في حزبنا لا نعاني من أية شيخوخة، والشباب موجودون من الهيئات القاعدية حتى القيادية، كالمكتب السياسي و اللجنة المركزية"

• ....................؟

"منذ العام 1924 وطوال تاريخ سوريا المعاصر، كان هناك حزب شيوعي سوري.

وهذا يقع في الصلب من إستراتيجيتنا في التوجه للشباب، إضافة إلى حرصنا الدائم لنكون مع أولئك الشباب من حيث متابعتنا مثلا لشؤونهم المطلبية في الجامعة مثلا، حيث حصلنا بذلك على تجاوب من تلك الشريحة أكبر مما كان من قبل، وتجلى ذلك لاحقا بمدى التجاوب معنا عندما نوزّع بيانا ما، أو ندعو إلى احتفال أو حوار، بل وحتى في الدعوة إلى التنظيم نفسه.

وأنا –لو سألتني رأيي- أعتقد أن الفكر الماركسي اللينيني والأفكار الشيوعية؛ حالة موضوعية في البلد، وربما تتميز سوريا بذلك عن بقية البلدان العربية، فالمجتمع يتقبل هذه الأفكار ويتعامل معها بشكل طبيعي، على الرغم من الفكرة السائدة بأنّ مجتمعاتنا مجتمعات إسلامية، تملك نوعا من ردة الفعل تجاه أفكارنا كماركسيين، بيد أننا لم نجد في سوريا حالة كهذه، وخاصة بين الشبيبة"

• ....................؟

"في رأيي أنه ليس مطلوبا من الشباب بشكل عام معرفة تاريخ سوريا، من أجل أن يحددوا موقفهم السياسي، فهناك مثلا عمال شباب سوريون لا يجيدون حتى القراءة.

نحن نركز أكثر على القضية المعاشيـّة والحياتية للإنسان، فهي الأقدر على تعريف الشباب على القوى السياسية.

أنا لا أؤمن بالاكتفاء بالقول أنّ الشباب (مسَيــبة)! إذ توجد تأثيرات كثيرة يتعرض لها الشباب تساهم في الوضع الراهن، من ثقافة استهلاكية وأفكار دينية غيبية وغيرها، وفي هذا لا يقع اللوم على الشباب، بل على هذه الأحزاب التي عجزت عن تقديم أفكار تتقبلها الشبيبة.

فقد يتطلب منك إقناع شاب بالماركسية اللينينية أن يكون ذلك الشاب قارئا ومحبا للاطلاع على الأقل، لكنك تستطيع الوصول إليه من جهة أخرى بشكل أكيد عبر القضايا المعاشية اليومية.

لذلك كان شعارنا ضمن التنظيم الشبابي في الحزب هو (الدفاع عن الوطن، الدفاع عن حقوق الشبيبة السورية)، والجزء الثاني من الشعار معني بما تتعرض له هذه

الشريحة من الأوضاع المعاشية الصعبة، كغلاء الأسعار والسياسات الاقتصادية الجديدة، وقلق الشباب بشان مستقبلهم دراسيا ووظيفيا .

وهذه أسئلة كبيرة، وخطيرة لا يمكن الاستهانة بها، وكان لدينا توجه في الحزب يقول (لنقل للشباب كل الحقيقة)، ولنطلع الشباب عما يدور في البلد، وسبب هذا الظلم الذي يعيشونه والفقر من حولهم، ولنعطهم حرية الاختيار لاحقا فيما يخص حياتهم، وفيما يخص اصطفافاتهم السياسية، وإحدى هذا الاصطفافات السياسية بالمناسبة هو أن يختار الشاب ألا يصطف مع أحد، وهذا بحد ذاته خيار، ومن الخطأ اعتبار أنّ هذا الشاب الذي ينحصر اهتمامه بالانترنت والأفكار الدينية، أو ذلك غير المنتمي لتيار حزبي ولا يريد حتى القيام بذلك، والذي لا يعجبه أحد؛ هو شاب غير مسيّس، على العكس تماما من ذلك، بل هو مسيّس إنما بطريقة أخرى."

• ....................؟

"أولا فكرة أن يكون جميع الشباب مساهمين في الشأن السياسي المباشر فكرة غير واقعية حتى في أكثر دول العالم ديمقراطية، بينما إذا أخذنا الأطر الأخرى المعمولة لهذه المشاركات كالمنظمات؛ لوجدنا سوريا من أكثر البلدان التي تحوي مثل هذا المنظمات، ولا يكاد يوجد شاب و إلا تجد أنه منضو ضمن منظمة أو نقابة أو جمعية أو اتحاد.

والحل في واقع الأمر يكمن في تفعيل هذا الشكل من العمل، ونحن نطالب بتوسيع الحريات الديمقراطية بغرض ترسيخ الممارسة اليومية، إذ على الشاب أن يتعلم كيف يطرح ويناقش رأيه السياسي ويعرف بلده ومشاكل بلده، وإلا فإنه لن يكون موجودا أو مؤهلا أصلا، أو قد يختار أن يدير ظهره و(يمشي)، وهذه قضية خطيرة.

فالشكل الموجود حاليا لا يرضي طموحنا، رغم أنه لدينا شيء أنجز حقيقة، ولكنه بحاجة إلى حوار و نقاش وتفعيل، ومن هنا ونحن كوحدة عمل ونشاط الشبيبة الشيوعية السورية ليس لدينا مشكلة في اللقاء حتى مع اتحاد شبيبة الثورة، وعلى هذا الأساس نطالب بتوسيع الحريات الديمقراطية"

• ....................؟

"الساحة الشبابية كبيرة وتتسع للجميع، ومن الخطير أن يفكر (بعضهم) أن وجود الآخر هو نفي له، وللأسف الأحزاب الأخرى فيما عدا البعث والشيوعي غير موجودة على الساحة، و لا أرى أن لديها تنظيمات شبابية لا من أحزاب الجبهة و لا من خارجها.

وأن أعتقد أنّ آلية العمل الحزبي لدينا تبقينا على بر الأمان في مواجهة قضايا من هذا النوع، إذ لدينا آليات ديمقراطية في نقاش المهام والعمل، وتجد عندنا

اليوم مثلا شبيبة عمالية، وشبيبة طلابية، وشبيبة تعمل في الريف، ونحن على تماس مع الواقع المعاش، ولم يسبق أن حدث مثلا أن طرح أحد موضوع إضراب أو عريضة عمالية أو ما شابه؛ ثم عارضها شخص من القيادات.

ومنطلقنا في هذا أنّ أولئك الشباب أدرى ببيئتهم، طالما أنهم يتحملون مسؤولية الموضوع، بمعنى أن يكونوا قد درسوا المشروع بطريقة صحيحة، وأي شيوعي شاب يحق له ضمن هيئته أن يتحدث بما يشاء وكيفما يشاء.

نحن في الحزب الشيوعي لا نعتبر الشباب طبقة خاصة، وإنما شريحة من المجتمع فيها من كل الطبقات، وقد استطعنا عبر تاريخ التنظيم أن نستقطب الكثير من الشباب على صعيد النوع والكم، وإن كان تركيزنا ينصب على الشبيبة الكادحة انطلاقا من أيديولوجيتنا"

• ....................؟

"أنا أعمل مع الشباب منذ وقت طويل، ولم يسبق أن واجهنا مشكلة جدية بخصوص انتقادات

الديكتاتورية أو الانتهازية كما جاء في سؤالك، فنحن نشجع المبادرات ونثق بالشباب، وأؤكد على مسألة الثقة هذه لأنها قضية هامة جد.ا

وأذكر هنا بشيء هو أنّ (التنظيم) حالة متقدمة جدا من الوعي، وهو عمل يغربل الأفكار ويشذبها، ويسعى لتجميع وتطوير وتوسيع المدارك، وهو نوع من ربط الحياتي والشخصي بتنظيم معين، وهذه الفكرة بالذات جديدة لدى الشباب.

وخصوصية سوريا هنا أنّ الناس كلهم وطنيون، وكلهم مسيسون بطريقة أو بأخرى، فجميعهم تقريبا لديهم آراء سياسية، لكن موضوع الحزبية بين الشباب كما قدمت أمر جديد، وهم يجدون صعوبة برأيي في التعامل مع هذا الموضوع.

فقبل أن يقرر الشاب الالتزام؛ عليه أن يقتنع، ولو لم نستطع نحن كحزب إقناع هذه الآلاف من الشباب لما رأيتهم بيننا اليوم.

نحن في التنظيم لا خطوط حمراء لدينا في الأسئلة، بل على العكس، نحن نحث الشبيبة على طرح الأسئلة لنضمن أنّ الشباب الموجودون إنما هم موجدون عن قناعة، وإلا لأصبح التزامهم الحزبي هشا، علما أنّ الأفكار التي نحث الحزبيين على مناقشتها ليست سهلة، وهذه حالة متقدمة عن كثيرين يصفون أنفسهم بأنهم ماركسيون، لكنك حين تدخل معهم في نقاش ما ستجد أنهم لا يعرفون من الماركسية إلا (الألف و اللام)!"

• ....................؟

"الشرط الوطني حاسم قبل الحديث عن أي حوار، ونحن -كتربية شيوعية للشباب- نقول أنّه مادام الآخر وطنيا فمن الطبيعي التحاور معه في كل شيء، وحول أي شيء.

وشعبنا بشكل عام وطني، معاد للامبريالية، معاد للصهيونية، وهذه واضح، والناس مع تراث وطنهم وسيادته وحمايته، ومع استعادة الجولان، وهي الحالة العامة لدينا، وعلى هذا الأساس يمكن الحوار مع الآخر مهما كانت أيديولوجيته، حتى الدينية منها.

وقد يفاجئك أن تلتقي مع هذا الآخر في قضايا كبيرة وأساسية، والحوار هو السبيل الوحيد لكي تكتشف ذلك.

وشعارنا كما أسلفت لك هو (الدفاع عن حقوق الشبيبة السورية)، والشبيبة السورية -بطبيعة الحال- ليست جميعها داخل الجبهة الوطنية التقدمية، والشباب السوري في النهاية على اختلاف انتماءاته السياسية لديه نفس المشاكل، وطالما أننا اخترنا الوطن؛ فكل المواضيع الأخرى قابلة للنقاش والحوار، والمظلة الوطنية برأيي ليست مظلة منخفضة السقف، ولا هي بالضيقة، بل على العكس تماما من ذلك"

• ....................؟

"لا يمكنك القول أن إطلاقنا اسم (شبيبة خالد بكداش) على التنظيم الشبابي في الحزب الشيوعي السوري هو (عبادة للفرد)!

وهي أصلا لم تسم بهذا الاسم إلا بعد وفاة خالد بكداش، ونحن كشيوعيين متحزبين على قناعة كاملة بأن هذا الشخص قدم الكثير للحزب والبلد.

دعني أقول لك شيئا، أنا شخصيا أتمنى أن يكون لدى الجميع رموز يتمسكون بها، لأن الرمز هو شكل من أشكال العمل السياسي، وقضية تحطيم الرموز هي مظهر من مظاهر الثقافة الاستهلاكية الوافدة على البلد، الساعية إلى تغييب الرموز الوطنية.

أما إطلاق اسم خالد بكداش على التنظيم الشبابي في الحزب فهو نوع من العرفان بالجميل لهذا الشخص ودوره، وهو بالمناسبة قرار اتخذ في مؤتمر للشباب وبالتصويت العلني، بل كان ثمة تخوفا لدى بعض الشباب ألا يكونوا هم بحجم مسؤولية الاسم!"

• ....................؟

"ماذا تقصد بقولك أنّ هذه (الدماء الجديدة) لم تصل إلى (الرأس) بعد؟

سؤالي لك بالمقابل هو (ألم يبق مكان في الحزب ليتبوأه الآخرون سوى الأمانة العامة؟!)

لدينا في الحزب الشيوعي مناصب كثيرة في المكتب السياسي واللجنة المركزية والمؤتمر .. الخ، والأمين العام وصال بكداش تم انتخابها في مؤتمر للحزب في اقتراع سري و ديمقراطي من ضمن مرشحين آخرين.

أنا شخصيا حضرت الكثير من المؤتمرات لأحزاب أخرى –وأرجوا ألا تأخذ كلامي على محمل الدعاية لحزبي- لكنني لم أشهد حقيقة ممارسة ديمقراطية في انتخاب الهيئات؛ كالذي رأيته داخل الحزب الشيوعي السوري.

فأنا أعرف كثيرا من الأحزاب التي تعتمد مبدأ القائمة التي إما أن توافق عليها بكل ما فيها أو ترفضها، في حين أنه يوجد لدينا انتخاب بـ(الاسم)، وفي غرفة سرية، والشباب داخل الحزب شاركوا أنفسهم في إيصال هذه الأسماء إلى مهماتها القيادية، وبهذه الطريقة بالضبط وصلت (أم عمّار) إلى قيادة الحزب، فهل تجده منطقيا أن تصل هي بانتخاب ديمقراطي؛ ثم يقول قائل لها لا يحق لك أن تكوني في هذا الموقع لأنك زوجة خالد بكداش؟!





2007

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!

شهادات وآراء شباب في راهن الحياة الحزبية السورية


أساطير العمل السياسي مع الشباب

-آراء قيادات حزبية في موضوع العمل الحزبي الشاب - تيار قاسيون

علاء الدين عرفات
سكرتير اللجنة المنطقية
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين (تيار قاسيون)



جميع القوى ترى مستقبلها في كسب الشباب, وتتحدث عن خصوصية العمل بينهم, لدرجة أنّ الفكرة نفسها باتت مبتذلة, ما لم يـُنهى العمل بالاستراتيجيات القديمة.

من قال أنّ الشباب غير مهتمين بالصراع مع الولايات المتحدة؟ أو أنّهم لا يكترثون بمفاعيل الخطة الخمسيـّة العاشرة؟ ... هذه كلها ادعاءات غير صحيحة.

ليس واردا أن نقول لشبابنا: (لدينا معركة مع أميركا وإسرائيل)؛ ثم نقول لهم: (ليس لدينا وقت للوضع الداخلي)!

العمل الميداني هو حاجة ورغبة لدى جميع القوى السياسية في سوريا, بيد أنـّه لدينا في البلد وضع قانوني وسياسي معروف بأنـّه يحد من هذه المسائل.


من دون مقدمة....

• ....................؟

"القضية الرئيسية فيما أعتقد تكمن في إنهاء الاستراتيجيات القديمة, فالإشكالية الأساسية لدى القوى السياسية في سوريا هي أنّ الجميع يرى مستقبله في كسب الشباب, وخصوصية في العمل لدى الشباب, لدرجة ابتذال الفكرة ذاتها.

بمعنى أنّ هذه القوى تنظر إلى الشريحة الشابة بوصفها شيئا منقطعا عن المجتمع, وبالتالي يجري التوجه إليهم بشكل مسطح, فبعضهم يرى أنّ مسألة الشباب هي العمل والدراسة فحسب, ورغم أهمية هذين العاملين؛ فهما ليس كل شيء, هذا من دون أن ننسى الطريقة التي يربطون بها مسألة صغر السن بصغر المدارك!"

فأول شيء يجب على القوى السياسية فعله -كما فعلنا نحن في تيار قاسيون- هو إزالة هذه الفكرة المنمطّة عن الشباب من ذهنيتها, وإعادة الاعتبار لهذه الشريحة كفئة لها اهتمامها بكل قضايا المجتمع التي تنعكس عليها في النهاية.

من قال أنّ الشباب غير مهتمين بالصراع مع الولايات المتحدة؟
من قال أنّ الشباب لا يكترثون بمفاعيل الخطة الخمسيـّة العاشرة؟
هذه كلها ادعاءات غير صحيحة."

• ....................؟

"أهم بند عند وضع إستراتيجية بخصوص الشباب هو إزاحة كل تلك المفاهيم القديمة والتعيسة التي ضربت لك أمثلة عنها, لأنها نتاج مرحلة من الركود في فكر القوى السياسية, وعند التوجه إلى الناس؛ ينبغي التوجه لهم كأصحاب شأن.

لاشك أنّ لدى الشباب بشكل طبيعي نقصا في المعارف, لكن هذا لا يعني أن ننعتهم بتسطـّح

الذهن, فالشباب اليوم على سوية من امتلاك الأدوات استطيع أن أؤكد أنها غير موجودة عند كثير ممن يعتقدون أنفسهم في قمة الهرم المعرفي, والشباب إنما فقط تنقصهم معارف من هو حديث عهد بالشيء لا فاقده بالمطلق.

على الإستراتيجية المنشودة أن تتضمن رؤية القوى السياسية بالتعامل مع الشباب, وتحديد ما هيـّة الخطاب الذي يتم من خلاله التواصل مع الشباب, وكيفية التطبيق والممارسة لما سبق.

والسؤال هنا يمكن توسيعه ليصبح:

هل لدى هذه القوى السياسية أساسا مثل هذه الإستراتيجية للتوجه إلى المجتمع ككل, ناهيك عن الشباب كشريحة؟

في العمل السياسي قد يكون وضع البرامج هو الجانب الأسهل, بينما وضع الخطط هو الأمر الصعب في الحقيقة, ونحن بالتأكيد لدينا برنامج وخطط للعمل وهي تتطور مع تبدل المعطى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, ويتم التدقيق فيها باستمرار"

• ....................؟

"يشكل الشباب نسبة هامة من بنية (تيار قاسيون) وبما يتجاوز النصف, وهو أمر واضح للعيان, وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون لهذه المجموعة الشبابيـّة تأثير متنام

على اللجان التمثيلية والهيئات القيادية, آخذين بعين الاعتبار موضوع الإمكانات الذاتية.

وإذا أخذنا مثلا قاسيون (الجريدة)؛ فستجد أنها تحتضن عددا غير قليل من الكتاب والمحررين الشباب الذين لازال بعضهم في أوائل العشرينيات من أعمارهم.

بيد أني أنبـّه هنا إلى أن موضوع أنّ الرغبات شيء, و قضية الإمكانيات شيء آخر, على الرغم من أنه لا شيء مستحيل بهذا المعنى."

• ....................؟

"في هيئاتنا القيادية (شيوخنا) و(شبابنا) متفقون, وقد تكون هذه حالة نادرة بالفعل.

بيد أنّ هذا لا يعني بحال أنّ الشباب يتمّ إقناعهم دائما من قبل الشيوخ, الأمر ليس كذلك, إذ هناك رؤية موحدة للأمور, والشباب يعطون ديناميكية وحماسا أكبر لتنفيذ القرار"

• ....................؟

"العمل الميداني هو حاجة ورغبة لدى جميع القوى السياسية, و ليس باعتقادي ثمة قوة لا تريد العمل ميدانيا, بيد أنـّه لدينا في البلد وضع قانوني ووضع سياسي معروف بأنـّه يحد من هذه المسائل, ولكنّ تنظيمنا بالتأكيد يستفيد من هذه النشاطات الميدانية عندما تحصل, حيث للشباب الباع الأطول في المساهمة فيها, لا بل في صنعها.

ومع أنني ذكرت أن للوضع القانوني الحالي تأثير كبير على النشاط السياسي, لكني لم أعن بذلك أنـّه من المسموح أو المنطقي لأي قوة سياسية أن تتذرع بالقوانين من حيث وجودها أو عدم وجودها لتبرير غياب نشاطها السياسي.

السياسة هي حاجة للمجتمع و تعبير عن رغباته, وبالتالي على القوى و الفعاليات السياسية أن تنشط مهما كانت الظروف, ويجب على تلك القوى أن تجد المخارج لهذه الفعالية, هذا إن كنّا نتحدث فعلا عن قوى سياسية جدية تملك رؤى للمسائل الوطنية على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي, ولا يفهم من كلامي أنني أدعو إلى عدم إزالة هذه القوانين المعيقة وتطوير الوضع الديمقراطي في البلد, بل على العكس"

• ....................؟

"إذا كنا بحاجة فعلا –ونحن كذلك- إلى خيارات صمود وخيارات مواجهة للامبريالية الأميركية والتهديدات الإسرائيلية القائمة فوق رؤوس شعبنا؛ فنحن بحاجة إلى خيارات (اقتصاد مواجهة) مثلا, والذي يحتاج بدوره أول ما يحتاج إلى مكافحة الفساد, الذي يتطلـّب -ليؤتي ثماره- جوا من الحريات السياسية, وكل هذه هي عناصر مترابطة متكاملة مع بعضها بعضا, ولا يمكن لسياسي أن يطالب بشيء منها دون آخر, فهي أوجه لمسألة واحدة.

ليس واردا أن نقول لشبابنا اليوم أنـّه لدينا معركة مع أميركا وإسرائيل؛ ثم نقول ليس لدينا وقت للوضع الداخلي, لأن الوضع الداخلي إذا تدهور يصبح نقطة ضعف في المواجهة الخارجية. فإصلاح الوضع الداخلي يحتاج إلى حرية سياسية وحركة أحزاب وحركة اجتماعية تفسح المجال أمام مواجهة الفساد والهدر والنهب, والتي هي معيقات أساسية للعمل.

والمسألة فيما أرى وأعتقد ليست مسألة شباب فقط -على محورية دورهم و أهميته- بل هي ا مسائل معنية بها كل أوجه الحياة السياسية في سوريا, وهذا الشأن بالذات جانب وطني يجب إيلائه الكثير من الاهتمام"

• ....................؟

"ردا على اتهامات من هذا القبيل –وبغض النظر عن المتهـِم- أقول أنـّه لا يمكنني الادعاء بأننا ملائكة, فنحن لدينا عيوبنا وأخطاؤنا, وهذا شيء طبيعي, بيد أنّ (الجو) عندنا ليس كما وصفت في سؤالك نهائيا!

إذ يوجد لدينا الكثير من الحرية والتواصل بين مختلف الرفاق, ونحن أساسا لا نفكر من منطلق شباب وشيوخ, وسمة غالبة -وغير مفروضة- لدى كوادرنا القديمة أنها تسعى لفسح المجال للجيل الشاب, ولكن يبقى هذا الموضوع منوطا بقرارات المؤتمرات الحزبية والعمل الديمقراطي فيها.

فأحيانا يتم التمسك بأحد الرموز مثلا من قبل الموجودين أنفسهم, ووجود مناضلين لديهم تجربتهم وخبرتهم؛ يدفع الناس –انطلاقا من احترامها لهم- أن تعتقد أنـّه من الأفضل أن يبقوا, فأين المشكلة في ذلك؟

وهذا على أيـّة حال لا يتعارض مع الميل العام الذي ينحو تجاه (تقديم) الكوادر الشابة, وأجزم أنّ هذه الكوادر تمتلك كل الإمكانيات الذاتية للتقدم, بل والتقدم السريع, ويأتي هنا دور الخبرات الأقدم في تطوير فعالية هذه الطاقات, لأنّ العمل السياسي ليس فقط عملا حماسيا؛ بل يمتلك جانبه المعرفي كذلك, والذي يجب تطويره بشكل مستمر".







2007

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!

شهادات وآراء شباب في الحياة الحزبية السورية

مراكز للدراسات والبحوث, بدل التيارات والأحزاب! -الـ(لا) حزبيون الشباب


يكاد اللاحزبيون السوريون من الشباب بحد ذاتهم يشكلون عن تواطؤ أو من دونه حزبا ناجز الأسس والأركان, له مبادئه (بل منتهياته), وأيديولوجياته (بالجمع والتجميع), بل وحتى قيادته الجماعية التي لا تحتاج بهذا المعنى إلى تراتبية أو انتخاب, اللهم إلا بقدر ما تفرزه قابلية الوصول الأسرع والحنكة الأكبر من بينهم في إدارة وسائل الاتصال ودفاتر العناوين واللينكات على (الجي ميل, والماسنجر, والفيس بوك,..)

وهم بهذا دروا أم لم يدروا مرشحون ذهبيـّون لأي انتخابات (كلاسيكية) من أي نوع, لأنهم في نهاية المطاف حزب الأغلبية.

وبسبب من كل هذا ربما وغيره, لم يبد على رائف كثير حماس للتحدث حول موضوع الحياة السياسية هذه لدى الشباب السوري –على الأقل بمصطلحاتها الكلاسيكية- ناهيك عن موضوعة الحزبيين الشباب بالذات, انطلاقا من أنـّه لم يجربها, لا بل...:

"...وبصراحة لا أنوي ذلك, لأنني أرى أنّها تعبـّر عن انتماء ضيق, في حين أنّ الانتماء للوطن كله هو الانتماء الواسع.

الأحزاب تحجم من رؤيتك, وتقترح عليك تضييقات على الانتماء الوطني"

ألهذه الدرجة تستصعب تخيل نفسك ضمن إطار عمل جماعي حزبي؟

"لا أدري, من الممكن في أحسن الأحوال أن أكون صديقا لهؤلاء الحزبيين من جيلي, بل أعتقد جازما أنّ وجودي خارج الإطار الحزبي يتيح لي فرصة أكبر للتواصل و(ربما) للعمل مع أكثر من طرف أو شريحة (حزبية), من دون أن أضطر إلى تبني آراء حزب بعينه, ناهيك عن أنه ومن مكاني كفرد لا زلت قادرا على القيام بالكثير"

هل أفهم من ذلك أنـّه ليس ثمة حزبيون شباب كثر في محيطك القريب؟

"على العكس تماما, كثير من أصدقائي يملكون انتماءات حزبية مختلفة, منهم بعثيون وماركسيون وناصريون, غير أن الإشكالية بالمجمل تكمن في أنّك تشعر أنّ تعامل هؤلاء الأشخاص المنتمين إلى تلك الأحزاب على اختلافها؛ يمرّ حصرا عبر خط مسير الحزب الذي يدينون له بالولاء.

وتكرّ إثر هذا السؤال سبحة انتقادات رائف الديري خريج المعهد الفندقي تجاه (رفاقه) وزملائه الذين اختاروا العمل من وراء واجهة التنظيم الحزبي, بادئا بالطريقة الأكثر (كلاسيكية) كما يصفها والتي عادة ما تكون فاتحة التعارف بين هؤلاء وأحزابهم, معرجا فيما بعد على أسلوب تعامل هؤلاء الحزبيين من مشارب مختلفة مع بعضهم بعضا فيقول:

"السائد من حولنا يظهر كيف أنّ انتماء الشباب الحزبي في الأساس هو انتماء تحدده الوراثة العائلية والتوجه الأسري. فإن صادف أنّ والد أحد الشباب لديه انتماء سياسي وحزبي من لون معين فإن ذلك سيلعب الدور الأكبر في تحديد الانتماء المستقبلي لهذا الشابالابن, هذا إن لم يكن له الدور كله.

سبب آخر مهم برأيي يحول بيني مع العديد حتى ممن تربطني بهم صلات قربى أو صداقة دون حتى محاولة الاقتراب من هذه التي يسمونها (حياة حزبية), ألا وهو غياب فكرة أساسية عن ذهن أولئك الذين اختاروا أن يكونوا على المقلب الآخر كحزبيين -وربما غابت هذه الفكرة أيضا عن أفكار أحزابهم نفسها- والمتمثلة بأن المحازب الآخر الذي ينتمي إلى حزب تخالف مبادئه وأفكاره –بهذا القدر أو ذاك- أفكارك كحزبي؛ إنما هو في محصلة الأمر مكمل ومتمم لك, لا مجرد منافس وخصم سياسي, فالهدف الأعلى للجميع فيما أفترض هو خدمة هذا الوطن في النهاية, لا مجرد إعلاء الشأن الحزبي الخاص, حيث كلّ يدعي أنه على صواب والباقون على خطأ, وهذا يمكن إرجاعه في رأيي إلى كسل في البحث عن الحقيقة لدى هؤلاء الناس, الذين يكتفون عادة بما لديهم من نظريات و(أيديولوجية), لا يكونون حتى قد اطلعوا عليها كفاية أصلا"

ولكن ألا تعتقد أنّه –توخيا للموضوعية- علينا أن نضع هذه الممارسات التي تتكلم عنها ضمن سياق الجو السياسي العام في البلد وبالتالي .....

(مقاطعا) "....يا صديقي, بات من غير المقبول أبدا أن نتذرع دائما بالظروف المحيطة بنا, ونجعل من عذر (الوضع الحالي) شماعة نعلق عليها جميع أخطاءنا, إذ يتوفر لدينا في البلد هامش من الحرية يتيح لهذه الفئات العمل (الجاد) لو أرادت.

ومن المتعارف عليه أن يكون الشباب محرك أي تغيير يحصل في أي مجتمع, وهم كشباب من المنتظر منهم أن يكونوا أكثر قابلية للتطور من حيث الأفكار والممارسات, على عكس من قد يكونون أكبر في السن, والذين يفقدون هذه الميزة بالتدريج.

وأنا أفهم تماما -إذا كان هذا ما تقصده- أنّ مهمة هؤلاء الشباب ليست باليسيرة, وأي عمل جاد بالنتيجة لا بد أن ترافقه بعض العراقيل والمصاعب, على الأقل في البدايات, فعملية التطوير التي نرغب في أن نراها على صعيد البلد ككل, هي عمليا ذات الشيء الذي يجب أن نكون قد بدأنا بتطبيقه على أنفسنا كأفراد, ومن الداخل, أكثر منه عملا على الشكل والقشور, كما هو دارج بين الشباب اليوم, والحزبي منه على الخصوص, من ارتداء الكوفية الفلسطينية, ورفع صور (غيفارا) أو (الزوبعة) أو (المنجل),... الخ, من هذه المظاهر التي تترافق مع بعض الانتماءات السياسية, ولتي هي عاجزة وحدها عن بناء أي شيء في الوطن"

ولكن هذا على الأقل يأتي في مقابله اهتمام مفرط إنما بمظاهر أخرى, كالشعر الطويل, والأوشام والبيرسينغ بالنسبة إلى شريحة شابة أخرى كي لا أقول مقابلة....

"ما هو جوهري في نظري, أن تكون أنت كما أنت, وليس كما يراد لك أن تكون.

وإذا كان الشخص مقتنعا بما يقوم به, و يحس أنه يعبر عن نفسه تماما من خلال مما يقوم به؛ فما المشكلة في ذلك؟ الخلاف هو حقيقة في عملية رفض هذا الآخر المختلف, لا في الاختلاف ذاته. من البديهي أنّ التمسك بالمظهر والزي وحده لا يوصل إلى أي مكان, المحكّ هو القراءة واكتساب المعارف على كل صعيد.

لنأخذ مثلا بعض أصدقائي المقربين الذين تخرجوا معي, والذين حتى لا يمكن أن تجد لديهم اهتمامات متطرفة من حيث مظهرهم الخارجي, لكن بينهم من لم يكلف نفسه عناء البحث الجدي عن فرصة عمل بعد التخرج, واكتفى بالقول أنّ البطالة مرتفعة ولا توجد فرص عمل في البلد! والأصدقاء الآخرون الذين جدّوا في البحث عن وظائف اكتفوا بتحصيلهم الدراسي الذي أخذوه عن المعهد قبل تخرجهم, ولم يطوروا أيا من معارفهم بأساليبهم الشخصية, على توفر هذه الفرص أمامهم –حتى لا أقول سهولتها- وبالتالي فقد أصبحوا أوتوماتيكيا غير صالحين أصلا للعمل الذي ينفقون وقتهم في البحث عنه.

أنا لا أريد إهانة أحد, ولكن شخص كهذا لا يحب عمله, كيف أطالبه بأن يحب وطنه, لا بل وأن يدخل حزبا يرفع شعارات الإصلاح في هذا البلد وهذا الوطن"

رائف الذي أنهى منذ بعض الوقت خدمته الإلزامية, ليستأنف مراسلاته بحثا عن فرصة عمل في قطاع السياحة والفندقة داخل البلاد أو خارجها "لا فرق"؛ مؤمن أشد الإيمان بالعمل الفردي أنموذجا وخلاصا, يقول:

"لا حاجة ملحة بنا إلى الأحزاب, الطالب من كرسيّه, والأب من أسرته, كل يمارس عملا وطنيا مهما, وأهمية هؤلاء الذين يراهم الآخرون (نكرات) تتجاوز بمراحل أهمية أولئك الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم في المقاهي العامة, منشغلين في تقييم الحياة من هناك, ويوزعون شهادات على من يحيط بهم, هذا صحيح و هذا خاطئ, ويتكلمون بقضايا لا أجد أنني معني بها بحال من الأحوال, ومثلي في هذا الكثير.

الشريحة الأكبر بنظري يهمّها أن تعيش بأمان, وتحظى بفرصة عمل, وهو مطلب كل البشر في العالم. لديك الولايات المتحدة مثلا, والتي يـُنظر إليها بطريقة ما على أنها في طليعة المجتمعات المتقدمة في العالم, في حين يوصف شعبها بأنه (غبي) سياسيا, ولا يكترث أو يهتم سوى بمعدلات الأجور, والضمان الصحي, وهذا في رأيي ليس من الغباء في شيء"

إذا لا حاجة بنا إذاً فيما تقول لهذه المؤسسات التي تسمى أحزابا...

"نحن بحاجة أكبر إلى مراكز للدراسات, فمراكز الأبحاث والدراسات بهذا المعنى أقدر وأكثر جدوى من كل الأطر الحزبية, وأعم فائدة منها على المجتمع, لأنها تدفع باتجاه التطوير على أسس علمية ثابتة, بعيدة عن المناكفات والمصالح الآنية الضيقة والتنظيرات المجردة, أو الجلوس والتفرغ لشتم هذا وسب ذاك, وادعاء أنّ (الثقافة) تكون على مثل هذه الصورة"

رائف الذي يعترف بأنه لم يدر تلفازه على القنوات التلفزيونية الرسمية –أرضية وفضائية- منذ أربع سنوات؛ لا يبالي على الإطلاق بآليات العمل السياسي التي (يناضل) الآخرون في محاولة لتكريسها وتطويرها, هذا إن لم يضعوها عذرا لتخلف ممارستهم السياسية, وشرطا للنهوض بها.

"أما عن الانتخاب والاقتراع وما إلى ذلك , فأصارحك بأنني شخصيا لا أهتم بالطريقة التي يصل فيها المسؤول إلى منصبه؛ طالما أنـّه يعمل و ينتج و يفيد البلد.

وإذا حدثتني عن العمل مع الحزبيين من أجل تسريع وتيرة العمل والإصلاح؛ فهذا موضوع مشكوك في جدواه, لأنّ حرق المراحل شيء لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.

وكلنا يعرف البلد وإمكاناتها سلبا وإيجابا, والحل الوحيد لأزماتها هو العمل خطوة فخطوة.

والخيانة الوطنية برأيي هي ليست ما ينعت به الحزبيون بعضهم أحيانا بناء على اختلافهم حول ما يسمونه الـ(مصيري)!

من يسرق خط كهرباء من العداد هو خائن بطريقة ما, ومن يرمي في الشارع نفايات منزله أو عقب سيكارته هو مسيء للوطن كله لا لأهل الحي فحسب.

دعونا في البداية ننتهي من تجاوز الإشارة المرورية الحمراء, دعونا نطفئ الإنارة الفائضة عن الحاجة في الغرفة المجاورة, لنمتنع عن تمزيق صفحات الكتاب المدرسي الحكومي.

لا الأفكار الحزبية و لا قادة الرأي, ولا أصحاب العمامات أو الرؤساء الدينيين تمكنوا من إيجاد حلول لأزمات الشباب من قبل.

رجاء كفانا إضاعة للوقت وإدارة للأسطوانات المشروخة".





2007