2010-09-16

"إصرخ".. فيلم هولندي عن يوميات سوريين من "الجولان" المحتل

SHOUT".. Dutch movie about the Syrian Golan Heights"


 الـمعانـاة الإنسـانيـّة أولا، ومن ثم السياسـة








لم يعد "وادي الصراخ" الذي يفصل بين الأرض المحررة وتلك المحتلة من “الجولان” السوري اسما غريبا على الأسماع في الفترة الأخيرة. وباتت مكابدات الأهالي المنقطعين عن ذويهم خلف الأسلاك الشائكة وحقول الألغام ودوريات جيش الاحتلال "الإسرائيلي” تجد طريقها إلى وسائل الإعلام وشاشات التلفزة والسينما.

ومؤخرا، استوقفت آلام “الجولانيين” في غربتهم القسرية تلك والمبثوثة عبر الحناجر ومكبرات الصوت على ضفتي الوطن مخرجتين هولنديتين لمدة عام تقريبا في "الشرق الأوسط"، حيث وجدت كل من "سابين لوبه باكر"، و"استر غولد" نفسيهما تخوضان غمار مقاربة سينمائية تسجيلية لتلك المعاناة التي تعود إلى أربعة عقود، بميزة مستحقة هذه المرة، كونهما تمكنتا من دخول القرى السورية المحتلة، وتصوير مشاهد حية عن أحوال السوريين اليوم تحت الاحتلال. الأمر الذي يجهل كثير من السوريين تفاصيله، نظرا لاستحالة انتقال أي مخرج أو إعلامي سوري إلى الطرف المحتل في ظل حالة الحرب القائمة رسميا حتى الساعة بين الطرفين.

الفيلم الهولندي الذي لم يكن إلا ليحمل اسم "إصرخ" افتتح في أول عرض دولي له الدورة الثالثة لتظاهرة "أيام سينما الواقع – دوكس بوكس" في سورية العام الماضي، متناولا يوميات طلبة جولانيين تركوا أهلهم في قرية "مجدل شمس" المحتلة بعد بلوغهم الثامنة عشرة، ليلتحقوا بـ"جامعة دمشق" في الوطن الأم.


للحديث عن "إصرخ" الذي شهدت صالتا عرضه في العاصمة دمشق آذار الماضي  إقبالا جماهيريا عريضا، كان اللقاء التالي مع "سابين لوبه باكر"، إحدى مخرجتي الفيلم.


 بداية، لماذا تختار مخرجة أوروبية “الجولان” تحديدا موضوعا لفيلمها الأول؟

من المفترض أنه تكـّون لدي إجابة قصيرة وواضحة الآن، لكنني دائما أجد صعوبة في الرد على عن هذا السؤال لسبب ما.
لقد سبق لي وعشت في سورية، وأحببت هذا البلد، ورغبتي في عمل فيلم عن موضوع “الجولان” عائد لكون الموضوع مثيرا للاهتمام حقا باعتقادي. والإثارة تأتي في المقام الأول من أن المكان هنا بشكل عام يجبرك على اختبار مشاعرك حياله طوال الوقت، فهو تارة بالغ الجمال، وتارة مليء بمظاهر القبح. إنه يشعرك بالغضب أحيانا، وأحيانا اخرى يدفعك دفعا للمرح والضحك، تجد في بعض المواقف سهولة في التأقلم معه، فيما تستصعب ذلك في مواقف أخرى، وهو بكل تأكيد مختلف جدا عن العالم الذي قدمت منه أنا.


لذا فقد أحسست برغبة قوية في إنتاج عمل يعكس صورة هذا المكان في ذهني. وقد التقيت صدفة في أحد شوارع دمشق بطلاب جامعيين قالوا لي إنهم قادمون من مكان يدعى “الجولان”، وقد بدا لي مباشرة أن لديهم شيئا ما يميزيهم عن باقي الشباب السوريين المولودين في العاصمة على سبيل المثال. كانت لهجتهم مختلفة، وثيابهم مختلفة، وهم دائما مع بعضهم، ، ناهيك عن كونهم فضوليين تجاه ما يجري هنا في "دمشق" مقارنة بالمكان الذي قدموا منه. وبالنسبة لي فقد وقعت في حبهم مذ سمعت قصصهم لسبب أجهله. ربما لأنهم تماما في هذا الوضع الـ"مميز" والـ"غريب" نوعا ما.

ومن هؤلاء الطلبة بالذات سمعت لأول مرة عن "وادي الصراخ"، والحديث بواسطة المكبرات بين الأهل، وهي صورة مثيرة سينمائيا باعتقادي، ومنها بدأت بالبحث لأول مرة عن الموضوع وحوله.


يظهر الفيلم أهل طلاب جولانيين في الطرف المحتل وهم منهمكين -قبل سفر أولادهم إلى سورية- في نزع الملصقات "العبرية" عن بعض المواد الاستهلاكية، كون السلطات المحلية في سورية تمنع دخول البضائع "الإسرائيلية". إلى أي حد تعتقدين أن فيلم "أصرخ" قدم ملامح لم تكن معروفة لدى سوريين كثيرين عن الحياة في “الجولان” المحتل؟

أنا على دراية اليوم بعد احتكاكي بجولانيين عاشوا في دمشق لفترة طويلة جاوزت 3 سنوات، ومن خلال التجارب الشخصية لعدد من أولئك الطلاب؛ أن ثمة جهلا من قبل بعض السوريين بتفاصيل تتعلق بالحياة في “الجولان”. وقد رُويت لي قصة أحد سائقي التكسي في العاصمة الذي أخطأ في تحديد مكان قرية جولانية، ظانا أنها تقع قرب الحدود التركية !

وأنا آسفة لقول هذا، لكنه أمر طبيعي برأيي أن يخطئ بعض الناس في أي بلد في تحديد مواقع أماكن بعينها، وهذا لا ينتقص من كون الطلاب “الجولانيين” القادمين إلى دمشق فخورين إلى أبعد الحدود بكونهم سوريين، ما يدفعهم إلى الحرص على أن يكون مواطنوهم جميعا مطلعين قدر الإمكان على أدق تفاصيل حياتهم على الضفة الأخرى رغم انقضاء فترة طويلة لهم تحت ذلك الاحتلال جاوزت الأربعة عقود، وهي صورة ليست مطابقة دائما لما يملك الناس هنا من انطباعات عنها في أذهانهم.

من جانبي، سبق لي كذلك أن شاهدت بعض المقاربات السينمائية للموضوع، مثل الفيلم اللبناني"طيارة من ورق"، وفيلم أديب صفدي والذي أنجرعلى يد طلاب في الحقيقة، وهو يظهر دواخل الموضوع كذلك. إضافة إلى فيلم آخر سوري اسمه "المعبر"، وهذا الأخير يصور جزء فقط من الحكاية الكاملة، لأن لا أحد هنا في سورية بإمكانه أن يعبر عمليا إلى الطرف المقابل ويقدم القصة من جانبها الآخر.


سادت لفترة طويلة –ولازالت- نظرة قاصرة لدى بعضهم هنا حيال تناول مواضيع تتعلق بـ“الجولان” المحتل، وصلت حد تأثيم التعرض لتفاصيل الحياة الاعتيادية للجولانيين لحساب السياسي والخطابي المباشر، فأخذوا على فيلمك مثلا مشهد حفلة الوداع الصاخبة التي يقيمها الأصدقاء لشخصيات العمل عشية السفر إلى دمشق، كيف ترين الأمر من وجهة نظرك؟

بالنسبة لي كان شيئا سهلا أن أحاول تكريس الصورة النمطية عن الطلاب الجولانيين، ورغم أنه من المهم للفيلم أن تبقى الخلفية السياسية للموضوع ماثلة في الأذهان، لكننا لم نكن بحال من الأحوال بصدد عمل فيلم سياسي محض عن هذه القضية.

وغياب البعد السياسي المباشر كان سبب كثير من النقد الذي تلقيته بعد العرض الأول للفيلم في سورية خلال مهرجان "دوكس بوكس" هذا العام، حيث عاتبني الناس مثلا لعدم إبراز مظاهر الاحتلال كاملة على الطرف الآخر، وهذا أمر –الانتقاد- شيء أتفهمه جيدا، بيد أن هذه النقطة لم تكن المحور الأساس الذي بنينا عليه قصة فيلمنا أصلا، أنا وإستر. ولو أني انسقت أكثر وراء تجسيد هذا الجانب بالذات لبدا حينها أننا نصور فيلمين في فيلم واحد. وهذا باعتقادي الشخصي خطأ يجب تجنبه عندما يكون المرء بصدد عمل تسجيلي، ناهيك عن أنه كان سيقصيني على نحو ما عن الشخصيات التي اخترت تصويرها في فيلمي منذ البداية، بل الأصح القول: اخترت تصوير فيلمي من خلال عيون ورؤية تلك الشخصيات لما يجري حولها.

وأنا شخصيا ما كنت لأتجاهل أي تأثير للاحتلال "الإسرائيلي" على مسار حياة هذه الشخصيات طالما أنه مرتبط مباشرة بوجهة نظر تلك الشخصيات تحديدا، وهو الاعتبار الأوحد الذي نظم مسيرة الفيلم حتى النهاية.

وبالنسبة لي كمخرجة أجنبية قادمة من خارج هذه المنطقة من العالم فإن أفضل طريقة لرواية قصة “الجولان” و"الاحتلال" كانت من خلال هؤلاء الطلبة أنفسهم وليس عبر اتباع خط محض سياسي.


ما هي التحديات برأيك أمام فيلم كهذا عندما يعرض على جمهور أجنبي قد لايكون ملمـّا تماما بتفاصيل وحيثيات قضية حساسة كتلك التي يتعرض لها "إصرخ"؟

جوابا لهذا السؤال أعتقد أنني سأستبق الأمور بعض الشيء وأقول بأنني سأحب الجمهور هنا في دمشق أكثر من أي مكان آخر. فعندما يجلس الناس في السينما ويبدؤون بإصدار الأصوات والتصفيق، أو الاعتراض على بعض المواقف وصولا إلى الهدوء المطبق أحيانا قبل أن يبادروا إلى  إخراج المناديل والبكاء، متفاعلين مع مجريات الأحداث في الفيلم؛ فإن ذلك يشكل لي متعة لا توصف، وهذا امر قد لا أجده تماما مع جمهور أجنبي.

لكننا وضعنا في اعتبارنا بكل الأحوال ومنذ البداية، بأن الفيلم موجه لجمهور غربي أساسا، حيث يوجد من لا يعرف شيئا على الاطلاق عن قضية  هضبة “الجولان” والسوريين الذين يعيشون فيه تحت  الاحتلال منذ 43 سنة. كما لم يسبق لغالبية كبيرة في الغرب أن التقوا بأي سوريين طوال حياتهم، بل يكاد بعضهم لا يعرفون شيئا عن سورية نفسها، ما بالك بطلاب من مرتفعات “الجولان”  لا يستطيعون عبور الحدود سوى مرة واحدة في السنة لرؤية أهلهم الذين يرفضون رفضا قاطعا حمل الجنسية "الإسرائيلية"، حيث تمنع سلطات الاحتلال عبور ذويهم إلى البلد الأم.

ولهذا اعتقد بأنه يتوجب علينا أن نزود مشاهدينا الغربيين أولئك بالكثير من المعلومات والنصوص والخلفيات عن الوضع القائم في المنطقة، والذي تم تصوير الفيلم في إطاره.

بيد أن هناك تحد آخر برأيي ماثل أمام الفيلم، بالنظر إلى أنه كان هناك ثمة كثير من الأفلام التي أنتجت عن منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، وخاصة في أوروبا، حيث بدأ بعض الناس يشعرون بالملل من مواضيع كهذه، قائلين: "لا، رجاء ليس الشرق الأوسط مجددا"، وهذا امر مؤسف برأيي، لأن الصراع الدائر في هذا الجزء من الأرض واحد من أطول الصراعات في التاريخ، وأنا معنية جدا بإيصال رسالة عن بعض ما يحدث هنا لبقية العالم رغم أي شيء.


هل تعتربين نفسك منحازة في فيلمك لأحد طرفي النزاع كما يتم التعبير أحيانا، وبالتالي هل تتوقعين أن يثير "إصرخ" مشاكل من نوع ما لدى عرضه في أوروبا لأسباب تتعلق بالتمويل أو التوجه السياسي للعمل؟

لا، لا اعتقد أننا (أنا وإستر) منحازتان في عملنا هذا لأي طرف، نحن فعلنا ما بوسعنا كي نترك زمام قيادة مسار الأحداث بيد شخصيات الفيلم نفسها التي رأيتموها على الشاشة، وما قمنا به عمليا هو مجرد أننا حملنا آلة التصوير وتبعناهم. ومن البديهي القول أن شخصيات الفيلم بطبيعة الحال ليست مناصرة لـ”إسرائيل”، فهم سوريون أولا وآخرا.

وأنا معنية هنا بالتأكيد أنه رغم صحة ما ورد من أن تمويل الفيلم جاء من مباشرة من الحكومة الهولندية، بيد أن رسميي الحكومة لم يكن لهم أي تأثير على خططنا في تصوير الفيلم من قريب أو بعيد، فكل الشروط المتعلقة بموضوع التمويل كانت محصورة بمدى جدّة الموضوع، ودرجة أهميته للجمهور المتلقي في العالم، إضافة لأهلية جهة الإخراج للعمل على القصة المطروحة.

وأذكرك هنا بأننا تجنبنا في "إصرخ" اللجوء إلى السرد السياسي المباشر. وأنا شخصيا آمل أن يسمح لفيلمي بأن يعرض في “إسرائيل” نفسها، كما أنني أنوي عرضه على أية حال في “الجولان” المحتل الصيف القادم، ربما في واحد من حقول التفاح المنتشرة هناك، أو خلال إحدى تلك الاحتفالات التي تجري هناك على الهضبة. ذلك أنني أشعر بواجب ومسؤولية أن أوفر فيلمي في تلك البقعة بالذات، إذ ليس من المنطقي أن تصور فيلما عن الناس هناك ثم تتأخر في عرضه عليهم، والتعرف على ردة فعلهم حياله.

..
رغم كل شيء، لا يبدو أن إصرار المخرجتين الهولنديتين على إقصاء السياسية "الفجة" برأيهما عن فيلم "إصرخ" قد آتى أكله تماما، أقله بالنظر إلى ما  رشح من ردة فعل الجمهور السوري الذي حضر العرض الأول للفيلم.

بل إن أحد أسئلة المخرجة لجدّ "عزت" -إحدى شخصيات الفيلم-  والأسير السابق في سجون الاحتلال؛ جرّ الأخير مباشرة لحديث معهود ومطروق مرارا عن قضية “الجولان” المحتل، مستخدما كلمات "كبيرة" وفق تعبير حفيده الشاب في مشهد آخر، لدرجة أن الجد نسي في خضم اندفاعه، أن يجيب عن السؤال الأساس الذي وجهته له"سابين لوبه باكر"، والمتعلق مباشرة برؤيته لمستقبل حفيده بالذات. وهي لمحة  قيـّض لها أن تجسد مفارقة يعيشها جيل الشباب السوري اليوم على ضفتي الوطن المستقل والمحتل، بين ما مضى وما هو قائم من جهة وما هو آت من جهة أخرى.


وما افتراق خياري الصديقين “الجولانيين”، "بيان" و"عزت"، في نهاية فيلم "إصرخ" بين البقاء في "دمشق" أو العودة إلى "مجدل شمس" تحت الاحتلال الإسرائيلي، سوى مظهر آخر لتلك المفارقة، والتي عبرت عنها "دون صراخ" هذه المرة جملة افتتح الفيلم بها على لسان والد "عزت" الذي قال بصوت أجش وبالمحكيـّة الجولانية :
 "40  سنة مش قلال، بيتغير كثير الإنسان فيها".


أ
جرى الحوار وصاغه عن الانكليزية
خالد الاختيار


2010-09-08

دراما سورية حلال ..إذا ملكتنا أيمانهم المتطاولة

! Syrian drama series.. Halal Halal




ليس الانكفاء التكتيكي لأحد مشايخ التشدد-المعتدل في سوريا مؤخرا عن إحدى فتاويه المثيرة للجدل تجاه مسلسل سوري يعرض حاليا سوى حلقة ممضة أخرى في مسلسل أكبر وأقل فنتازية تحبـّر مشاهد حلقاته المتصلة كل يوم بين ظهرانينا بحروف يعاف أو يتحاشى كثيرون مهمة وضع النقاط عليها.

وإذ يتعهد الشيخ السوري محمد سعيد رمضان البوطي بالتراجع مؤقتا عن تصوراته وتخيلاته حول مسلسل "ما ملكت أيمانكم"، منتظرا بحسب ادعائه نهاية عرض العمل لإعادة النظر فيه و"إصدار حكمه النهائي"، وكأنه محكمة جزائية أو دستورية متنقلة؛ يلاحظ المرء تلك التعليقات والردود المهلهلة التي واجه بها المدافعون عن حرية تعبير العمل الفني "الغضبة الإلهية" المزعومة إياها.

وسواء أكانت الهدنة التي اختارها البوطي آنيا عن قناعة أو تقية، طوعية اختيارية أم إجبارية قسرية تحت ضغط السلطات التي ذاع صيت علمانيتها مؤخرا فقط، فلا شيء "يبيح" للشيخ إياه توجيه سبابة التكفير المتشنجة يمنة ويسرة بهذه الطريقة حتى ولو شاهد المسلسل وشهد عليه، فرأيه الديني في النهاية له ولأتباعه، ولا يزيد أو ينقص في قيمة العمل الفني من شيء.

والمؤسي هنا أن مسؤولي قناة الدراما السورية المملوكة للحكومة لا يجرؤون أغلب الأحيان في مسعاهم لصد مثل هذه الموجات التكفيرية الإعلامية الممجوجة سوى على التلطي وراء لحى مشايخ آخرين في وزارة الأوقاف ودار الإفتاء السورية، مجرورين أمام الجمهور إلى ذلك الدرك الذي يحفره لهم رجال الدين في أمثال هذه الوقائع في السنوات الأخيرة، ليكبلوا أنفسهم بعمائم لا تخصهم، وفي ظنهم أنهم يحسنون صنعا عبر تلك التوفيقية-التلفيقية المهترءة بين أعمال درامية يفترض بها محاكاة العصر، وتصاوير وتأويلات منقوشة على حجارة ذاكرة تعود إلى الوراء مئات السنين.

وهنا مكمن الخوف من مثل هذه السجالات التي يثير غبارها العطن هؤلاء المشايخ المتفرغون، حيث حركة النقاش والحوار إن وجدت فهي بين فتوى تحلل وأخرى تحرم، ما يرسخ بفجاجة ثقافة المنع والحجب و"التنقيب"، في حين أن المطلوب هو نقلة واحدة خارج هذه البؤرة المضللة، وإلا سيكون الأمر برمته أقرب لذلك القرار الإداري الذي اتخذته وزارة التربية السورية بنقل مئات المنقبات من عهدتها إلى وزارة الإدارة المحلية، وكأنه بوادر تقسيم وزاري خطير وغير مسبوق للملاكات الحكومية بين أصولي سافر وعلماني منقب.

بل إن بعض الكتاب وصحفيين آخرين مولعين بإطلاق صفة "نقاد" دراميين على أنفسهم يصرون على إحالة هذا المشكل وسواه إلى مشايخ آخرين لتصويب التوجه "المنطقي" للأحداث،(1) منطلقين من سذاجة أن التاريخ تاريخ واحد ناجز صادق، لا تأويل ولا تحريف أو افتراءات متبادلة فيه بين هؤلاء القوم وأشياعهم وأولئك وأنصار جماعتهم مما لا ينبغي لسفاسفه أن تعني الكثير لمجتمع اليوم وناسه ومؤسساته، اللهم إلا المؤسسة العربية للإعلان –كما قال أحدهم ساخرا- والتي لا زالت أمثال هذه الدعايات -غير المجانية تماما- تفلت من فك جبايتها المفتوح عن آخره رغم فاعلية هذه الفتاوى في إثارة الفضول وإضفاء عنصر التشويق السمج أحيانا على الأعمال الفنية المخالفة في مثل هذه المواقف.

البوطي الذي نصب نفسه بصلافة في بيانه ذاك وصيا على البلاد، بل والشرق الأوسط بأسره؛ لم يتورع عن إطلاق ألفاظ مقذعة وتحريضات تهويلية –المحق، الإجرام، الإحراق، الهلاك، المقت، الضرام- ما يمثل مشهدا دراميا لكاهن قروسطي يصب اللعنات في ليلة سوداء بحق العمل الفني وأصحابه، بل وعارضيه ومشاهديه حتى -من باب عاصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه- لتصل به العصبية حد وصف الأعمال الفنية المقدمة حاليا بأنها مكيدة من شياطين الإنس والجن يعكفون على تحضيرها وحبكها لبثها في هذه الوقت –رمضان- ما يعد بحسب القانون السوري افتراء وتحريضا، قانون ما فتئ الإعلاميون السوريون يجرجرون إلى المحاكم من قبل الفاسدين والمرتشين على أساسه.

نعم، بيسر وسلاسة ينتخب البوطي نفسه بالتزكية متحدثا باسم السوريين أجمعين، رغم أن قربه من كثير من هؤلاء المواطنين لا يتعدى كونه يأكل ويشرب من حر مالهم وهم دافعوا الضرائب المغبونون أبدا باعتباره مقدما لبرنامج ديني إسلامي يبثه التلفزيون السوري الرسمي، وبصفته الأكاديمية –بين قوسين- أستاذا محاضرا في جامعة دمشق.

بل إن فتواه احتجت حتى على اقتباس اسم العمل "وما ملكت أيمانكم"، رغم أن باقي النص المغفل الذي أخذ منه العنوان يشي بما هو أعظم "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"، بما يروج له حتى اليوم من استباحة لحقوق المرأة في مجتمعنا حاضرا.
وبعد القوامة التسلطية على المرأة؛ من الطبيعي جدا أن يتسلل شيوخ الحسبة هؤلاء شيئا فشيئا في سوريا نحو "سياسة" القوامة على باقي فئات المجتمع التي تتمايز عنهم ثقافيا في جلها، وتمجهم كثير منها وجدانيا.

من المعيب أن يكون سعينا بحال من الأحوال في هذا البلد اليوم ينحو إلى استصدار دمغة "حلال" لا فن فيها على أعمالنا الدرامية، أسوة ربما بما قام به شيخان آخران هما السعودي سلمان العودة والمصري يوسف القرضاوي مع مسلسل "القعقاع" حيث زعم الأول أنهما أخضعا المسلسل لفحص لجنة "علمية" وخرجا بأن العمل الفني المذكور "قراءة تاريخية موثقة". ناهيك عن وجود توجيهات حكومية رسمية تضمن عرض أعمال فنية سورية تلفزيونية على وزارة الأوقاف قبل تصويرها.

والدراما الوحيدة التي قد ينفع البوطي توجيه بعض النقد لها ليست سوى خيالاته وشخوصه الماثلة في ذهنه عن معاشنا اليومي والتي يستمرء أن يظل لها عاكفا، رغم أن في نصوصه المقدسة ما يحذر من أخذ الأنباء من الفساق من دون التدقيق فيها. وبدلا عن أن يشتغل شغله كمدقق لبعض الأخطاء في قراءة نصوص المصحف باعتباره دارسا مختصا، اختار للأسف أن يمارس هواية غيره من مشايخ الإعلام الجديد في التكفير وإطلاق الفتاوى الفالتة من أي عقال.


واللافت في الأمر أن البوطي رد تهويلاته الإفتائية تلك إلى "تقرير" وصل إليه من "لجنة" يثق بها من دون أن يتحفنا بأسماء هؤلاء الجهابذة الذين أشاروا عليه بما أشاروا، ما يعيد للأذهان سيرة تلك اللجنة المتخلفة التي سبق واستتر ورائها مروجو المسودة القديمة لقانون الأحوال الشخصية السوري والذي أرادوه في حينها طائفيا مقيتا يرجع بالمجتمع المحلي القهقرى عشرات السنين نحو الظلام.

هو ذاته الشيخ الذي كتب منذ وقت قريب يصف فكر طه حسين بالظلامي على صفحات جريدة سعودية رفع حظر وزارة الإعلام السورية عنها مؤخرا، وهو ذاته الشيخ الذي فاخر في السنة الماضية وبملء فمه على إحدى القنوات السورية الفضائية الخاصة التي سحبت الوزارة نفسها ترخيصا لها بالعمل في دمشق بعلاقاته مع رأس هرم السلطة في البلاد في العقود الماضية، فظن اليوم أن سلطاته المتورمة هذه ستقيه من أي رد فعل كان، غير مكتف فيما يبدو بحوالي 80 قناة تبشيرية إسلامية تبث دراماها الخاصة فضائيا على مدار الساعة والوعي.
______________
(1) من دون أن ننسى أن مخرج العمل نفسه وبعض العاملين فيه اضطروا إلى رفع الصوت والتذكير بأن بعضا من أقاربهم النساء محجبات، وأنهم كثيرا ما نافحوا أنفسهم عن "رسالة الإسلام"، وأن المسلسل لا يتعارض مع القرآن والسنّة.

2010-09-06

إنو (منيحة)، بالنسبة للأيام اللي وصلنالا يا زياد

?Ziad Rahbani: What did you do in Damascus




قبل زياد..

أنا أول شي طسيتو من حفلة زياد الحقيقة بهداك اليوم كان منظر هداك الفهمان تبع ما يسمى بالشركة المنظمة ع الباب، وأول شي سمعتو من حفلة زياد زاتها كان بورظان هداك الفهمان زاتو.

واللي على ما يبدو ما علمتو شركتو الأفهم منو ولا شي الله خلقو عن أصول التعامل مع الناس المواطنين وغير المواطنين، بحيث إنو ما كان بيعرف يفتح نيعو، من غير ما تبين مصارينو من حلقو، وهوه عم يجعر، ويسلخ البشر المحروق دم أهلون والمكدسين فوق بعضهون البعض قدامو هداك الشعار العاهة متل أفضالو، تبع دور السمنة والزيت بالتمانينات، وكرجات الهوب هوب بالتسعينات، وزيارات صيدنايا وعدرا بالألفينيات، ألا وهو "عم قلك رجاع لورا".

إنو العمى خبط سلاف اللي جابو واللي بيشد بيضهرو، لو إنو مشغل وشيعة وحدة بس براس اللي مشغلو، كان بين معو قديشو مستحيل كان بهديك اللحظة بهداك المطرح إنو أي بني آدم طبيعي يحرك ولو إنو خنصرو بجيبتو، ما بالك بقا يقرر يتحرك رملا لورا عكس مسيرالـ400 نسمة التقدميين الهاجمين لقدام.

ولما بتطلب من حضرة التنظيم شوية احترام، مو لأنو إنت عندك حقوق أو كرامة لا سمح الله، ولا على اعتبار إنو هوه من شركة بتحترم حالها بعيد من هون، وإنما كرمال إنك إنت دافع مصاري. إيه مصاري، اللغة اللي ما بيفهمو غيرها لربما،  1500 ليرة، هدول شو، مو مصاري؟

يعني إنتا مالك جاية شحادة وفل كفردج من السبنسرية MTN، ولا ع كتاف مو السبنسرية وزارة الثقافة والإرشاد القومي تبعنا، ولا مدفوش من حدا هيك ولاهيك سمح الله، بل إنتا جاية وبامتياز عبر .."الدفع" الزاتي.
وإز..
بيجيك الجواب العلاكدرامي: "إيه إنشالله تكون دافع ميتين ألف ليرة، رجاع لورا، وإزا ما بترجع لورا، ما رح فوّت حدا".
آها، لأنو نحنا معزومين على عرس أمو أخو الشليتة!

مما تقدم، واضح يعني إنو الإستاذ، واللي أستزو، واجهة حفلة زياد هديك الليلة، حيطان نظامي. وللحظة، بيزكرك فرخ هالجنرال المنتوف إنك واقف تماما على باب ..سجن القلعة، مو على باب مسرح القلعة، كما ينبغي.
مع العلم إنو طول المدة كان في جوز حساسين شرطة واقفين ع السور من فوق، عم يتابعو الأحداث المجعلكة لايف، وهنن عم يتكركرو، يقبرو عضامي، وكأنن بشي حلقة فلتانة من ضيعة ضايعة، و"ما كو أوامر" يا خيي.
بس الصراحة، كانو جماعة الداخلية بالقيمة المطلقة يعني، مأدبين أكتر من شقيعة الشركة إياها. ورغم إنو ما بيتخيل الواحد هيك شي عادة، بس ليكو صار.

وبالعموم، إزا واحد منهون (تبعات التنظيم) راد يستغل منصبو الحساس زات اليمين أو زات الشمال، أسوة بهاد تبع الجمارك اللي مؤخرا مسكوه، أوهداك التاني اللي لسا ما مسكوه، وحب (تبع التنظيم مجددا) يشخـّص بعد ما شفلوا من بين الحضور..ات شي خسة بالحفر والبياض لنص الضهر، معليش، خليه يلائيلها مطرح أوام، ويسحبلها كرسي من تم السبع بالصفوف الأمامية، بيضلو أزبط من رفيقو الطشمة، اللي ما عم تركب بمخو كيف يبطل عادة شد التياب والنعورة ومسك الكوع لضيوف الحفلة، وكأنوه مفوت (الزبون) ع الكركون، مو ع حفلة موسيئية رايئة، على زمة الدعاية.. الواسعة.

وكلو كوم، وهداك الفلتة تبع بنجكتورات الاستراحة كوم تاني.
فبعد شبه الصدمة من الجزء الأول من الحفل البهيج، اقترح زياد "بريك"، والحقيقة إنو كان ضروري هالبريك مشان البني آدم يقول إن الله (موسيقيا) حق أولا، وتانيا ليشوف مينو هاد اللي قال "آه يا مدام" من المقاعد الورانيـّة، مشان إنو بلكي منستدرك معو البسط اللي راح علينا وما استطعمنا فيه كما يجب.. وإز(مكرر) بتضويلك بنجكتورات المسرح بنص عين أهل اللي خلفوك، وبيعمي الفيض النوراني القاعدين عمي.
ولا صفيرة، ولا ندهة، ولا مناشدة ستجدي نفعا مع الدكتور مهندس الإضاءة الفز، اللي عنجد، عنجد، الله يعين قرايبينو ع الاستفئادات اللي من تحت الزنار ونازل، واللي استفئد الجمهور الكريم فيها كل من يمت إلو بنسب، أو ناوي عل هالشي مستقبلا. يعني استحو منظمين حفلة نص السنة تبع بنت رفيقي بالتعليم الأساسي بالزاهرة (القديمة مو الجديدة) يخبصو هالخبصة الولادية السخيفة هي.

وهاد كلو بيدل ع إنو الشركة العظيمة اللي ضاربة السوريين (ولفيف من الأردنيين واللبنانية) بحجر كبير إنها جايبتلون زياد، "وسكرو بوزكن يعني"، كان آخر همها تكمل واجباتها.

يا فرحتنا بالمسرح الروماني اللي اخترعتو كرمال الفرقة، وكأنن كان بدون ياهون يغنو مسلا يعني بالقباني، أو عند أبو جورج بباب شرقي. ونسيت الشركة و"جل من لاينسى" إنو كمان عندها  بشر وناس وجمهور، أو ما يسمى اختصارا بالزباين، مشان تدير بالها (بالألف مش بالواو) عليهون كمان.

يعني سوفونيرات وتزكارات، مافي.  بوسترات، مافي.  فلايرات أو برنامج حفلة، ما في. كراسي مرقمة مشان كل حي يقعد بالمكان غير المخصص لعبور المشاة، ما في. طيب كراسي من غير ترقيم إنما مسبتة ومبسمرة مشان ما تكون بالصف الرابع تصير بالعاشر وأنت قاعد بمطرحك، أو تاكل نعر بضهرك وأصابيع رجليك طول فترة الانتظار، عقبال ما الأفندي يمرق صاحباتو، مافي.  طيب اعتزار عن التأخير السئيل وقلة الزوء بالافتتاح اللي ما حدا بيطلع بيئلك فيها شو عم يصير لمدة نص ساعة، كمان مافي.

يعني بـ16 ألف بطاقة ضرب 1000 و1500 بيطلعو ليرات مدري قديش؛ ما عرفت مدري "مينا" تزبط بسماهون شي. أو تلزقلها بليريتين بصمغ "الشعلة" آرما أو بوستر أو قماشة أو كرتونة أو تنكة محطوط عليها مسلا بروغرام الكونسيرت، على رأي وحدة من الزوار اللبنانيات و"تعو شوفو عنا، وبلا سسبنس بلا بطيخ... ولوه".

بس اللي فيه، وكان فيه كتير منو، إنو الجهابزة "الميناوية"، برمو، دارو، فتلو، حكـّو، ركـّّو، سكـّو، وقلبو المسرح وفردوه من العرض للطول، وطول زياد بقا وباقي عناصر الفرقة إزا فيك تطول.

مالشركة البروفيشينال ما اشتغل مخها إلا بإنو كيف بدها توسع رب القلعة لحتى تدحش فيها أكبر كمية ممكنة من الألفات والألفوخمسميات، بغض النظر كيف بدهون هدول المشلوفين بالآخر يسمعوه ولا يطسوه لزياد المنتظر.

 وصار البزر المصري والفولتارين، من راكورات الحفلات السلاثة المتبقية، في حال ما حدن خبرو لزياد.
على اعتبار الأول يستخدم عند بدء الصدى والإيكو بالسيكتشات الطويلة نسبيا، والتاني ضد الشكلة والتصنيج اللي بيصيبو الرقبة بعد الفرجة الملووءة عل القماشة المعلقة عل الحيط، واللي عم ياخدها ويجيبها الهوا العزري.
يعني بيدفع البني آدم مصاري الله ليحضر تلفزيون شاش بلا كوي، وليبرم ساعتين من عمر هالأمة عل اليمين كرمال يعرف شو عم يصير قدامو، عل اليسار.(واو بتعرفو قديشها كبيرة هي هه).

والسؤال، لإيمتى هالناس السوريين، ومن بحكمهمن، بدون يضلو فيران تجارب لشركات مرتجلة، ما منعرف "مينا"، و"مينا" اللي واقفة وواقف وراها، لأنن أسبتو بجدارة بالأيام اللي مرقت إنن "شي فاشل".


بعد زياد ..

عبث من البداية الواحد يحاول يزبط مقارنات، مش  بين حفلات زياد هلأ وحفلاتو بالماضي المنصرم، لا، بل بين حفلاتو هلأ، وحفلاتو هلأ، إنما بين الشام وبيروت.

واللي حضر حفلتين زياد بالشام بمعية الاحتفالية الله يرحمها السنة الماضية، (يرحما للسنة الماضية)، ومن كام يوم بمعية هالشركة الطارئة (جمهورها)، وحفلتو مسلا ببيروت بالأونيسكو بـ2007، قد يمكن (يعرف) ليش الواحد (ما بيعرف) ينبسط هالقد بالشام مع زياد متل معو ببيروت.

هلأ إزا كبينا بسرعة كل هالخزعبلات الزيادية اللي طوشونا فيها تلميحا وتصريحا السنة اللي مرقت، من قبيل "عاصمة أساسية" وخلافو من القفشات الملغومة، واللي ركدو فيها المعنيين الرسميين وشبه الرسميين متل الولد الزغير الفرحان بالبون بون على جوع، بيضل من جية زياد ع الشام وقتها الحفلة زاتها اللي هوه إجا مشانها أساسا، ومتلها تماما حفلة السنة.

إنو بيقلولك شو زاعجك يعني، زياد بالشام غير زياد ببيروت، خلصنا، انتهى.
شو بدك الرفيق مسلا يعمللك بريك فودكا أبسلوت مجاني (من غير تلج) بين نصين الحفلة ع حيط الأموي تشبها بهداك اللي سلخنا ياه بالأونيسكو سنت الماضية؟

_ وليش ليعملها أو يعملولوياها بالأموي أصلا؟ قلة مطارح، أو قلة شريبة بالشام والمحافظات التلطعش؟ خدوه ع سلمية وتفرجو؟

معليش، هادْ زيادْ. وإزا عنت ع راسو، بيقدر يحط بيروكة نفش، ويلبس متل البيتلز، ويعمل خنفس ما بعد حداثوي، ويدور بهضامة عل المسرح، وصورة بوش أو شاكوش الشيوعية على تي شيرتو، من غير ما حدا يعرف شو دين القصة، سعرها بسعر الصوبيا بنص الخشبة أربع تيام بلياليها، شو إلكون عندو؟

_مبدئيا غير الـ 1500 ورقة يعني، ولك يلعن (..ـكن) واحد يقول للتاني، ليش مو معبيين عين سماكون ليرات هالمركزي السوري المعتر، جريمة اقتصادية هي تعنبر؟

هلأ وإزا قصقصلو شي مقطع من غنية لإلو؟ ولوه بدك تقنعني، إنو ما بيطلعلو وهوه المؤلف، والملحم، والمؤدي، يلغي على سبيل الحصر "وليه نبشت الريف، على نسرة حشيشة، البقاع نضيف، بس مش أدو العيشة.."؟
الزلمة لربما خايف ع الناشئة، ما بدو ينفهم غلط، أو يتعبو فيه المكافحة السورية بـ"نص الجو"، إيدون طرشا هدول، بتنتكب الشركة المنظمة والله، وبدل ما نندهلا "مينا" منصير مننده "وينا"؟

_شيلني من شركتك العظيمة هلأ، خلصنا من العي تبعها، وخلينا بالناشئة. شو مشان الناشئة اللبنانية، إنو (...) فيها مسلا؟ سعر الناشئة السورية بسعرها يا عمي، ولا قلة فهم عند البشر هون لحتال يفهموه بالمقلوب فيضطر يمحي ويشطب، وهنيك بيفهمو بالجالس مباشرة من غير ترجمان؟
بعدين تعا لهون، ما هوه دج كلمة "مش مناسبة ع قولو" بالعرض، والعالم اصطهجت عليها.  قلهون بالحرف الواحد "شامم ريحة خرا"!
وسفقولو عل هالاكتشاف وهنن غشيانين ع الواقف. إش معنى هالنوع من "الشم" بالزات بيمشي وغيرو لأ؟



زياد..

مش مطلوب يا جماعة من زياد الرحباني بنص عاصمة الأمويين، وقلب العروبة النابض، وعاصمة الثقافة العربية المتفشكلة بسيقانها وسيقان القائمين عليها؛ إنو يغنيلنا بالمشبرح "غيرلو النظام"، بلاها، مسامح خيي، مرت اللي جاية بلكي.

لكن القصة بتختلف شعرة صغيرة لمن زياد بيهدي غنية لضيعة كردية عل الحدود السورية، ببيروت، والعالم هنيك بتتحزر تحزير شو هي "ديار بكر"، وشو صاير فيها كان بهداك الوقت، مع إنو هون أقربلو، ويمكن يطلع بين الحضور حتى ناس من هداك المطرح تزأفلو، فليش الاستنكاف التمييزي يعني؟

ولك حتى "شوهيدا ولو"، ما حدن بيقدر يفهم شي منها لو ما كان حضرانها ببيروت أول مرة.
إنما شو فيه الواحد يعمل، لمن بيقرر "حدا" من الحدايات إنو ما فينا نطالع البنت المزلطة بالأحمر، بشقار مارلين مونرو والميني تنورة تبعها، ونخليها تعمل شبه ستربتيز إضافي لحتى توصل صورة المغنى العربي الرسمي الراهن، قال.

وبالآخر، فيه آخر. عنجد، بيكفي لحتى البشر هون وبلبنان وبغير بلدان يضحكو من قلوبهون، وتفرط خواصرهون، ويخشخشو من غير خشخاشة، إنو زياد مجرد يكح أويسعل عل المسرح. ومعليه خليها الناس تضحك، وتخشخش، ضروري هالحديث، بس..
ربك يعافيك من دين هالسعلة يا "أبو الزوز".

_______

*لهجة الحديس بهالمادة مختلطة، ما بين شامية وساحلية وسويدية (من السويدا) بحسب الأشخاص اللي تحدثو وتزمرو.  لزا وجب التنويه.

*حزورة "مينا" شركة "مينا" ما طولت لرمضان متل ما توقع حدن لئيم ما بيصوم.
لأنو في واحد دري إنو بعض عضاوات الاحتفالية السابقين جزء من هالشركة الجديدة، وبالتوفيق وش وقفا.
بس لوكان الواحد عرف من الأول كان وفرلو كام كيلوواط سمت بدن بهديك الليلة. وإزا عرف السبب..بتطلع البنت لإمها.



2009