2010-09-01

Jazz مَـ... ـجاز

(على شرف مهرجان موسيقى الجاز في دمشق)



• ليش هيك الصوت عم بيروح و يجي؟
• من الهوا نسرين شبك, ، ما كلنا رح نطير مالك شايفة؟
• أومو ناكل سجئ بباب شرئي!
    شو كان اسمو هداك المحل؟ ..أريب من بيت ستا لفرح.
• ولك هديك بيتها بباب توما برج الروس, ، مخرطشة ع تخبيص اليوم؟
• بنات, ، هلأ مو لازم الصوت يكون عم بيرن رن بكل المطرح؟
    متل الإصص اللي بتصير بالجيت سِت بركي!
• يا بَطْلي شوبرة بإيديك؛ ؛ يا شربي أهوتك ع السريع أبل ما تحميمينا فيها دارين!.
    ( تعالا أرب بُص و بُص بُص, زعلان إزعل, إزعل نُص نُـ..)
•   ما إلنالك تعي لنـّزلك سي دي إليسا أحلالك, ولك هي خلصت موضتا من زمان ستي.
• ألو, إيه كندوشة, كيفو ألبي ..
• هي هيّه ما غيرا ؟ يبعتلا أتلا .., إزا جاية مو تجينا بالمشلّح تبعا و تعملنا فرجة متل هداك السيران!
• إي روئي إنتي التانية روئي, ، لساتك ما سكتيلا ياها؟
    يعني عدا عن إنّا موضة هلأ؛ كان آخد عليها البحر يومها، ,لفيها بئا.
• طالع ع بالي لفا لئلا شخصي, ، العمى, ما تركت شي جوا, ، وناتفة, ، ورافعة, ، و..
• المخلوئة نضايفية, ، حلي عن سماها.
•  نضايفية إلتيلي, ، إلا شوي بتصير تبرم ع الشباب ببيوتا, فظاعة شو مالا كفو.!
• لك حاجتكن ودودة وَدْوَده إنتو الجوز, ـ سمعوني لأعرف إحكي مع المخلوئة....
   ... إيه غندورة, ، بكرةالساعة ستة, و رح يجيب رفيئو الأشئراني معو, .. شو كان اسمو..,  تبع الصيدلة,.. مبلا بتعرفيه, ، اللي بيشبه مهند يئبر ألبي, ، بتئولي عاطسو عطس,   ..  خلصولنا ياه, .. شفتي بالله شفتي, ! عنجد في كام ساعة بالنهار مالي عرفانة كيف بدي ارجع مليهن بعد المسلسل, .. على كل هلأ مو وئتا, ، خلينا بيلي بين إيدينا...  شو هاد؟   ولَو, ! دواهن كلن وحياتك بكرا بالسيغيفريدو, ، وعلمي ع كلامي...   تبع مين.., ألو..,  لاإيلك إرنة تانية حكي منا مالي سامعتك منيح, ..ألو.., ...كندوش, ؟ وين رحتي , .. يا ربي!
    ... عجبكن هيك؟ .. اتسخم الخط!    يئطع عمرن هنه و هالضرّابة الشبكة ما أسألها, ما بيكفي كلما حفظنا اسمها بيغيروه, 
    هلأ وئتا هلأ؟
• طبعا لأ, شو هالحكي,؟ أكيد مو وئتا بنوب, .. هادا وئتك إنتي وكازانوفاتك ست الحسن, ، بدك ما تواخزينا يعني, ، عاملين آل حفلة موسيئى و مو سائلين عن رانديفو بكرة!
• صحي بالله, ، طلعت حامل بالأخير ولا لأ, ؟ لأنو بآخر كم أسبوع انعجئنا شوي بخطبة رجوى, ، وخص نص لمن عنـّدت بدها تمحي التاتواج تبع بيروت, ، كتير كان رايحلها الهبلة!ّ
• هه, ! كان فيها بلا ما تئيمو, .. وتكمل حياتها عل روتانا بلس, ، هنيك ما بيحزفو شي آل.
• هههههه, ، ولي على عيونك ما أطول لسانك صاير.!
• بعيون إمي إنكن هبل إنتو الجوز! ولك هديك إم بي سي بلس, .. مو روتانا
• ع سيرة روتانا, ، تفرجتو ع الوليد بن طلال السنة الماضية؟
• ع أنو محطة؟
• محطة النوفرة إزا بدك!  ما معئولة هالبنت, ، مالك بالحياة أبدا؟
• والله, ، كان بالنوفرة ما غيرا؟
• إيه, ، هو وشي طعشر بدي غارديات, ، إنو شو بيشربو هدول ليصيرو هيك؟
• وليش ما خبرتيني؟
• إيه لسا كنـّا ما منعرف بعضنا حياتي, .. ما نحنا التئينا بعدها يمكن بشي شهر, ، بعيد ميلاد الإختين (مبادئ), هدول الجوز المحزبات, ، تزكرتيهون؟
• مبلا مبلا, .. وكنا عم نفكر نئفـّل عليهون ونجي ببناطيل (الفتوة) العتيئة, هههخخخ...
• ع فكرة حلوة هالدأة هه.
• حدن جايب معو بئين, نشف ريئي؟
• شوفي هالفستان شوفي, .. مالك عليي يمين منو على خمري معلأ عندي بالخزانة مدري من إيمتى.!
• برافو و الله, ، ع فكرة كتير لابئ للخزانة عن جد!
إنو وليش ما عم تلبسيه خانم, ؟ ناطرة العت يعملك ياه منخل؟
• عن أيّا فستان عم تحكوا؟
• تبع هديك.
• هديك؟... و لك مين هديك؟ ليش شايفة شي أنا؟
    انشالله هي اللي آعدة جنب أبو الأصفر؟
• أنو أبو أصفر هاد و أبو أحمر؟ صار بدنا كزلك الهيئة!
• و لك أصدنا ع هديك المصمودة إدامك و عم تولول صرلا ساعة.
• آآآآآه, إ، اليلي اللي عم تغني من الأول.
• اللي عم تغني من الأول.
• دخلك شو بيحكو هدول, ، اسبانيول؟
• هدول السفارة السويسرية يا عمي, ، كلن سويسريين!
• ناوليني هالشنتة من ناحك لشوف, ، و لا إلك, مشي الحال, ، في محرمة بجيبتي.
• شووو , ؟ ما تكوني ناوية ع رشح؟
• أليلة هالطئس ليش, ، شي شوب, ، شي عبئة, ، الله و كيلك انسلت عافيتي.
• آآآه .. و إنتي إلتيها, ، طلعنا بكرة ع المسبح؟
• ترى أنا ما بدي عزيمة.
• لاااا يا, ، خلصت الطبخة و ما سكبتولي؟ رح تتئوصوا بلايي شايفة.
    وليه إنتي وياها؛ ؛ هَي أيامي, ، وما فيي إطلع هيك طلعات هاليومين, ، و من غيري روحة
   ما في, ،لهيك لا تسنوا سنانكن على ولا شي, ، منسبح بعدين, ،الصيفية ما رح تهرب,،عَبَرْ؟
• يييييه علينا, ، نسينا الإضامة بالتكسي!
• دبريلي حالك بهالكندر هلأ و بلا نَأ...
    دايت ...دايت, ، لا تنفجريلي عيونك متل إمك, ، ما انفلئتو ريجيم بعيلتكون لسا.
• نسيت إسئلكن هداك اليوم, ؛ حدن منكن حضرزياد بعدين
• أنا حضرتو , ، بس بتعرفي شو, ، طلعت مالي حافظة ولا غنية, ، العالم جانين وطائئ عئلن حواليي وعم ينطوطوا ع الكراسي, ، وانا آعدتلك مع عمك تميم شاطة ريالتنا, ، ومتل الطرشان بالزفة..... بعدين مو هادا اللي أمو فيروز, ، ليش ما غنالها شي, ؟ كنا نفـّدنا حالنا بشي شغلة ع الأئل.!
• بهي معك حـئ, .. يعني بتتزكرو فوديل, ؟ هديك حفلة ولو, ؟ بشرفكن ما.
• ولي, ، والله ما يسمعك أخي هلأ،, ليعلئك ع أول سيخ شاورما بيطلع بوشو،, آل زياد وفوديل آل!!.
• إيه سكتي سكتي.., لا تئلبي عليي المواجع.., زاتن كلما رائت الئصص بيناتنا،, وآل بدنا نضربا رومانس ونتسمع ع ميوزك،, وبيسألني رأيي بشي شغلة،, ما بلائيلك ياه غير انطمز،, وانهز كيانو،, وماعاد تلحئي تعدي الألوان اللي عم تطلع ع خلئتو،, وخدي ع محاضرات عن الموسيئا الحئيئية... تئولي خرج كانو يسلموه الاحتفالية كلها, ملا سميعة.
• شو هي اللي إلتي عليها بدون يعطو ياها؟
• شو بدون يعطو مين؟
• (ممكن تسمعونا لو سمحتو شوي؟)
• زأفو بنات زأفو

2010-08-26

يحدثونك عن مسودة النشر الالكتروني السوري ..وفاة رئيس التحرير

!Syrian media law draft.. the death of editor, go Bloggers go



أجبرت حركة التدوين الدولية عمالقة الإعلام في العالم على إعادة النظر في استرتيجياتهم المهنية، في محاولة منهم لمنازلة ما يقدمه المدونون من أخبار وخبريات بل وحتى إشاعات، طازجة كلها على الدوام، مع حرية فتح النقاشات والمداولات، وإفساح المجال للآراء المتعاندة، على عكس الاجتهادات التي لا تخلو من سخف وغباء لبعض المحررين الالكترونيين السوريين شبه الأميين في مواقع تعد نفسها رائدة التحرر الإعلامي الالكتروني محليا.

فقد دفعت موجة التدوين التي اجتاحت فضاء الانترنت والإعلام الالكتروني في بقية أنحاء العالم صحفا ذات أسماء وأوزان إلى إنشاء مدونات لزائريها داخل المواقع ذاتها، مدونات لا يمكن لـ"أتخن" موقع الكتروني سوري -بحسب المبالغات التي يقدم كل نفسه بها- أن يبلغ ما تبلغه لجهة توفير المعلومة والخبر لمتابعيها.

والحجج والانتقادات التي التي يسوقها من يسمون أنفسهم بـ"رؤساء تحرير" في المواقع الالكترونية السورية على الخصوص حول انعدام مصداقية بعض المواد المنشورة على المدونات الالكترونية المحلية يمكن استخدامها بيسر وسهولة في فضح التقصيرات المهنية التي يجترحها كل يوم أصحاب هذه المواقع عبر تغييبهم لسياسات التحرير الحقيقية، وافتقادهم لأدنى حماسة في عقد الاجتماعات الدورية مع صحفييهم ومراسليهم الذين يعملون معهم بمقابل مادي هو أقرب للصدقة، وصولا إلى الذائقة البصرية والإخراجية المؤسية التي يتقمصها معظم أولئك "الرؤساء" والتي يمكن لكثير من المجهودات الفردية للعديد من المدونين والقوالب الجاهزة لمواقع التدوين العالمية والعربية أن تبزها بسهولة. ناهيك عن أن إنشاء مدونة الكترونية ليس تحديا أكبر بكثير راهنا من إنشاء موقع إخباري سوري يديره اثنان وسكرتيرة متفرغة، حتى في ظل أحكام الطوارئ والقوانين الاستثنائية وسياسات الحجب الجائرة.

أما التعاطي المزاجي مع المواد التدوينية من قبل من يسمون أنفسهم مواقع احترافية سورية فهو سمة غالبة لا رادّ لتقلباتها التي لا يحكمها ضابط أو مهنية.

فتارة تكون بعض المدونات ذخيرة دسمة للمحرر الصباحي أو المسائي في موقع ما، فتراه يغرف هو ورئيسه منها ما شاء لهما الغرف، وأحيانا أخرى يحصل العكس تماما، وفي كلا الأمرين يستفيد الموقع الالكتروني في الترويج لنفسه على حساب المدون صاحب الفكرة، وإن من خلال عناوين الكترونية صفراء فاقعة، لا يكاد يهم معها الموضوع بحد ذاته، إن كان عن أسعار الخس والمازوت، أو العلاقات التركية السورية والمفاوضات السرية مع إسرائيل!

إن استنهاض همة التدوين الالكتروني السوري التي يشعر عديدون بأنها فترت أو فـُتـّرت مؤخرا، وإتاحة الفرصة أمام المدونين في حرية التعامل مع الأنباء والآراء كمواطنين ليست دعوة مجانية للانفلات السايبيري والذي هو أمر قائم بالفعل بفضل كثير ممن يطلقون على أنفسهم مواقع إخبارية سورية، والذين يتوائمون من حيث لا يدرون مع وجهة النظر الرسمية القاصرة محليا والتي تعد أي خروج على نصها أو إملاءاتها انفلاتا، الأمر الذي لا يعيه للأسف محترفو هذا العمل الالكتروني الصحفجي إياه.

تبدو وفاة رئيس التحرير السوري اليوم للبعض حاجة لا يستحيل تحصيلها -وإن مؤقتا- تمهيدا لنشور أكثر حرفية ومهنية وقدرةعلى مجابهة تحديات واقع الحال، خاصة في وضع يبدو فيه معظم هؤلاء القوم إما في موت سريري أصلا أو هم محنطون يحرك بعض أوصالهم بين الحين والآخر ما يقتاتون عليه من فتات الفياغرا الإعلانية والإيديولوجية والبريستيجية.

فجل المواد والبضاعة الإخبارية التي تقدمها المواقع الالكترونية السورية هو "كوبي بيست" وقص ولصق - كي لا نقول سرقة ولطش- من وسائل الإعلام المطبوع ومواقع الانترنت الأخرى، وهو أمر لا يصعب على مدون فرد القيام به من حين لآخر من سرفيس "الدوار الشمالي" في الطريق إلى محاضرة باهتة في جامعته، أو في استراحة شوطي مباراة "برشلونة" و"ريال مدريد" في الشام القديمة، أو حتى بعد مطارحة حبيبته الغرام وفي السرير ذاته. ما يجعل السؤال حول القيمة المضافة التي توجب وجود "رئيس تحرير" بمثل هذه المواصفات السورية الراهنة أمرا له مشروعيته.

حتى التدوين الـ"فيسبوكي" وأدب الـ"ستاتوسات" والـ"دبل لايك سك" على ما يجد فيه المرء أحيانا من ركاكة وغثاثة، غير أنه ليس أسوأ كثيرا من بعض الإفتتاحيات الإحترافية الجيوبولتيقافية المطولة، أو معلقات الرأي العوراء، أو الترويجات الإعلانية الصفيقة في الأخبار الموجهة.



فليبق الصحفيون في تلك الغرف و"الكوريدورات" والحمامات التي تطلق على نفسها إسم مؤسسات إعلامية سورية، لضرورات مادية ومعاشية قاهرة، ولكن ليبدؤوا هم أنفسهم كذلك مدوناتهم الشخصية، وليعيدو فيها نشر موادهم، بل ولينشروا فيها كل ما يتـنمرد رئيس التحرير عليه، ويقمعه، كي يحصلو على الأقل على بعض التفاعل من محيطهم –وإن الالكتروني مبدئيا-، كي لا تدفن موادهم في درج السكرتيرة "شهد"، أوتذهب هباء في "ريساكل بين" ابن أخو عم المتنفذ العلاني وشركاه، أولئك المنافحين عن حرية التعبير وحاصدي ميكرفونات المنابر، واستشاريي التقارير الإعلامية الإقليمية والدولية في عمان وبيروت واسكندنافيا.

إن إغناء فضاء التدوين السوري من داخل البلاد وخارجها كفيل بتسميد التربة الإعلامية الالكترونية القاحل أغلبها اليوم، وتطوير أدوات الحوار بدون حساسيات تحريرية مفتعلة.

خاصة وأن الصحافة الإلكترونية السورية على الجملة لم تكن أساسا في يوم من الأيام حصيلة تطور إعلامي طبيعي، وإنما أتت نتيجة طفرة تقنية تشكلت في رحم قمع صحفي كلاسيكي دام عقودا.

لقد وطئ إعلاميو الالكتروني أرض فضاء الانترنت بأقدام وأقلام مترعة بسرطاناتهم الموروثة عن المطبوع والمرئي والمسموع، في محاولة غريزية للتخلص منها، وبالتالي فإن الدعوة إلى موجة تدوينية جديدة اليوم لهي في السياق تماما، إذ ليس من حق المتمركزين على كراسي مناصب التحرير الالكتروني السوري رسميين وغيرهم احتكار هذا الفضاء، أو حرمان غيرهم مما أسرفوا هم في تحليله لأنفسهم، بل إنهم أعجز من بلوغ معشار ذلك.

فليذهب رئيس التحرير الالكتروني السوري العاهة إلى تابوته، وليترك المجال لهؤلاء الشباب المتمكنين تقنيا وغير القاصرين فكريا لممارسة حريتهم في العمل والنقد بل وحتى اللعب، وإلا فليتعلم وليتقن عمليا ما يصدع به رؤوسنا تنظيريا و"إعلاكيا" كل يوم، هذا، أو هو الشريك الكامل في تيسير سيطرة تلك القوانين الحجرية التي تسعى وزراة الإعلام السورية وغيرها إلى إقرارها، ولا تهدف من ورائها سوى إلى التضييق والخنق وكم الأفواه، سواء تلك التي من لحم ودم، أو من "لينكات" و"بودكاستات".

يحدثونك عن مسودة النشر الالكتروني السوري ..أصحاب مواقع لا رؤساء تحرير

المدونون السوريون ..ولنا استقلال

 


2010-08-25

قريبا.. الصحفيون السوريون مراسلون معتمدون من وراء القضبان

Coming soon.. Syrian Journalists report from prisons



رغم قرار الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش رقم (6\773\24\4ع أ) بتاريخ 25-03-2007، ورغم كتاب المدير العام للجمارك رقم (13\س\2008) ، ورغم محضر جرد الأضابير الذي يثبت وبالأرقام التقصير في أداء واجبه (أنظر المرفقات)، ورغم اعتراف المدعى عليه بلسانه بعدم نظافة كفه أو إنكاره ما نسب إليه من تجاوزات يطالها القانون، أصر رئيس مراقبة سابق في الجمارك على رفع دعوى قضائية مثيرة للاستغراب إن لم يكن الاستهجان ضد أحد الصحفيين السوريين بتهمة "التشهير" و"القدح" و"الذم" و"الافتراء"، نعم "الافتراء".

إلى هذا الحد يصل تجرؤ وتطاول الفاسدين والمفسدين - بحسب تعريف الجهات الحكومية التي تقول إنها تأخذ على عاتقها محاربة الفساد- على الصحفيين السوريين، ودائما وفق وثائق قانونية رسمية تدين أولئك الفاسدين، وإلى هذا الحد يصل إنكفاء واستهتار ما يسمى بالمؤسسات الإعلامية واتحاد الصحفيين تجاه مسؤولياتهم نحو من يتشدقون صباح مساء بأنهم ممثلوهم الشرعيون والمنافحون عنهم.

إذ لم يكتف السيد المسؤول السابق في الجمارك "ح. محمد" بالتجاوزات والانتهاكات الوقحة –حيث في كل انتهاك وقاحة- التي اقترفها بحق بعض المخلصين الجمركيين من تلقي رشاوى راوحت بين الأجهزة الكهربائية المنزلية، والمبالغ المالية النقدية، و"السلبطة" للاستحواذ على الهواتف النقالة، ودفع فواتير المطاعم والنوادي الليلية، واستغلال ورشات العمال للقيام بأعمال هدم وترحيل في عقاراته الخاصة، وتسليط مرافقه الشخصي لابتزاز الآخرين، ناهيك الإهانات الشخصية التي استمرأ توجيهها لكل من وقف في وجه ممارساته اللا أخلاقية، فبعد كل هذا وذاك يلجأ هذا الشخص المخول سلطة المراقبة في إدارة الجمارك والمستغل لصلاحياته الوظيفية لمنفعته الشخصية -بشهادة مسؤوليه- وبكل صفاقة إلى مقاضاة الصحفي خالد سميسم بجرم أنه كشف عن كل هذه الموبقات، والأنكى دائما أن المذكور "ح. محمد" أقرّ أمام القاضي في "دفاعه" أنه ليس بصاحب الكف النظيف، وأنه لم يترق في عمله حيث هناك "رزقة" أكبر!

وصل الحال في بلدنا منذ حين بعيد إلى مثل هذه المنعطفات المخزية حيث يسمي السارق للمال العام سرقاته بالـ"رزق"، ويضطر فيها الصحفيون لأن يدفعوا من جيوبهم ووقتهم وأعصابهم مرتين، مرة حين يلحون في تقصي مواطن العطن والخراب في محيطهم، ومرة أخرى إضافية عندما يتمسح المجرمون بحق أنفسهم ومواطنيهم وبلدهم بأعتاب القوانين مرعية الإجراء للتنصل مما اقترفته أياديهم القذرة، بذريعة أن فاضيحهم يتجاوزون القانون بإطلاع الناس والقضاء على جنايتهم، في حين أن منطق الأمور هو التأكيد على فضح ممارسات تلك الفئة، وتسليط الضوء على عتم الأقبية الموبوءة التي يقبعون فيها، ويحيكون في ظلمتها ذلك اللبوس الأسود الذي ينتهي بأن يسدل على عيون الناس تلك النظارة الحالكة التي تكدر معاشهم وحياتهم وصورة وطنهم في صدورهم.

وبدل من أن تُكفّ يدا الفاسد إياه ويحاسب بناء على تحقيقات الأجهزة الرقابية، اقترحت إدارة الجمارك العامة تكليف العامل المذكور "ح. محمد" بمهمة أمين جمارك العبور في مديرية جمارك طرطوس، بعد أن كان يشغل منصب أمين المنطقة الحرة في حلب، ومعاون مدير جمارك حلب.

وما يزيد في شناعة الصورة هو حيادية تلك الصروح الإعلامية التي يعمل الإعلاميون في جنباتها، وقلة حيلتها في أحسن الأحوال، علاوة على صمت القبور الذي يغوص فيه أعمق فأعمق ويوما بعد يوم ما يسمى باتحاد الصحفيين السوريين، الذي لا يخجل أعلى مسؤول فيه من التصريح مؤخرا بأنه غير مسؤول عما يجري للصحفيين الذين لا يقلون عنه سورية لأنهم "غير منتسبين للاتحاد"، وكأن هذا الاتحاد فردوس مشرع الأبواب يتأبى الضالون من الإعلاميين ولوجه طوعا.

بل يتلطى "غير المسؤول" إياه وراء ذريعة ضيق ذات اليد، عندما يضعه سؤال آخر في الزاوية حول عدم نجاعة هذه النقابة "المهنية" في الدفاع حتى عن أولئك المنتسبين إلى نعيمه وجماعته.

وبعد اتحاد الصحفيين، نجد مؤسسة أخرى لا تقل تقاعسا وتطنيشا تجاه مسؤولياتها الأخلاقية والأدبية. إذ لا ترى نقابة المحامين السوريين –حتى الآن أقله- نفسها معنية بملابسات ما يجري حولها طالع كل شمس، ولا يتحرك أحد من أولئك الأساتذة والدكاترة ليرفع سبابته في وجه هذه الظاهرة، أو ينبري لتشكيل لجنة تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع كاملة عن هؤلاء الصحفيين، بعد أن أمست –الظاهرة- أو كادت روتينا يوميا، خاصة مع الإعلاميين من ذوي الدخل المحدود والظهر غير المسنود، ممن لا يجدون ما يردون به غلواء ادعاءات الأمناء السارقين، والمسؤولين المصروفين من الخدمة والمدراء العامين الذين تكاد أرجل كراسي مناصب بعضهم تخرج من عيونهم لشدة هوسهم بألا يمس أحد سلطاتهم الفرعونية الخالدة.

ولولا ثلة صغيرة من المحامين الذين يحملون هذا الهم فرادى، والمدركين لروح مهنتهم، لأمسى كثير من الصحفيين السوريين مراسلين من وراء القضبان، بالنظر إلى ما يستهلكه سير التقاضي في هذا البلد من وقت وجهد وعنت، ناهيك عن المبالغ الخرافية التي يطالب بها أولئك الفاسدون كغرامات على تجرؤ الصحفيين على جناياتهم، مبالغ ربما يأملون من وراء تحصيلها إتمام تحقيق خيالاتهم المريضة في الإثراء القذر.

ليبقى الإعلامي السوري علما أسود في العراء تتناهبه زوابع الدعاوى الكيدية المغرضة، والأمزجة والأهواء الآسنة المسؤولة وغير المسؤولة، والشلل المشين لمدعي ولاية الأمر بالباطل، ووزمالة الكسل وكسل الزملاء الإعلاميين الآخرين على الطريق، ناهيك عن غول المعاش اليومي الذي لايرحم لا صحفيا ولا غيره.

إن تحديثا للقوانين الناظمة لمحاكمة الصحفيين وفق المعايير الدولية، وإقرار تشريعات تحمي المسربين الحكوميين وتقونن حق الحصول على المعلومات، وفتح الباب لإنشاء الاتحادات والنقابات المهنية قولا وعملا، هي خطوات لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، بدل هذه الكوميديا السوداء التي لا تضحك أحدا وتتخذ من غرف وأروقة قصور العدل مسرحا لها، مبددة وقت وأموال دافعي الضرائب السوريين.

وإلى أن يحين ذلك، لا بأس من أن يستخدم الصحفيون السوريون بعض مهاراتهم الاستقصائية المعروفة عبر "قهوة الروضة" و"نينار" و"الموبايل" و"فيسبوك" لتتبع أخبار بعض زملائهم ممن "يشهر بهم" و"يذمهم" و"يفتري عليهم" زورا وبهتانا أولئك المأخوذين بعزة الإثم من الطبقة السورية الفاسدة، علهم –الصحفيون السوريون- يستدلون إلى طريق أو كأس "متة" يجمع في النهاية كلمتهم على بديهية ضرورة تعاضدهم غير السري، وغير المخالف للدستور، فرغم أن قاعات قصر العدل تثير الكدر، وممنوع فيها التدخين، غير أنها مفتوحة للعامة، نعم العامة.


الصحافة الالكترونية السورية كما لا أجرؤ على شرحها لابنتي

مطلوب محررين لمطبوعة رسمية براتب بيضة ونص في الساعة !