2010-08-05

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!

شهادات وآراء شباب في الحياة الحزبية السورية

بانتظار القدرة على التغيير في هذا البلد! -السوري القومي الاجتماعي


عندما التقيته ورفيقه نسيم كان مهيار لا زال يتحسر باشتياق على أيام الملتقى الذي جمعنا ومن أصبحوا بعدها أصدقاء لنا في دير مار موسى الحبشي منذ شهور في ندوة طرحت (التلاقي الثقافي وشبيبة الغد) عنوانا عريضا لها، والذي أكثر ما عنى مهيار منها في حينه هو تلك (الجَمعة) نفسها، والتي بإمكان المرء أن يخرج من مسامرات صحبتها بزاد لا يقل ثراء وأهمية عمّا يمكن له أن يستخلصه من ملاحظات محاضراتها.

وكان لافتا يومها استغرابنا المتبادل مع عدد من الحضور عن سبب غياب شباب مثقف حزبي عن المشاركة في أعمال اللقاء، والذي لم يكن في متن دعوته أو برنامجه أو مكان انعقاده ما يحول دون ذلك.

وقد جرنا هذا سريعا –إضافة لما دار من مناقشات شبابية في الندوات- إلى الحديث عن بؤس العمل العام لدى الشباب، واستنكافهم عن الإدلاء بدلوهم سياسيا واجتماعيا في الراهن والحياتي اليومي بما يخصهم ومحيطهم.

"أنا شخصيا لا أستطيع أن أتخيل شبابا مثلنا يعيشون ما نعيشه في مثل هذه الأيام وهم بعيدون عن الانتماء إلى أي حزب".

ويفسر مهيار وجهة نظره تلك بأن الشباب "ما لم يكونوا في إطار تنظيم معين فإنه من العسير عليهم أن يفهموا ما الذي يدور في هذا العالم، ناهيك عن اتكالية مفرطة لدى بعضهم تضعهم في دائرة الانفعال لا الفعل، والحزب من هذا المنطلق هو حاجة تلبي هذا الغرض بالذات".

سيقسم مهيار الطاير البالغ من العمر 29 عاما قسم الانتساب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في الأيام القليلة المقبلة وسينضم بذلك إلى قائمة الرفاق الذين يتطلع قدما إلى العامل معهم.

"اخترت الانخراط في صفوف الحزب القومي السوري الاجتماعي بالذات لأنه أكثر حزب أقنعني من بين الأحزاب الموجودة، وجعلني أحس انه من الممكن أن يوفر لي الحماية مستقبلا"

وهل سبق لك أن قمت بجردة لأفكار وتوجهات جميع الأحزاب السورية اليوم قبل إقدامك على هذه الخطوة مع هذا الحزب بالذات؟

"أنا على اطلاع على حزب البعث، وقد تعرفت على الحزب القومي السوري بالصدفة، فصرت أقرأ له كثيرا، أما ماهية الفرق الذي وجدته شخصيا بين البعث و القومي السوري على الرغم من أنّه لا خلاف بينهما لجهة علمانيّة كل منهما؛ فهو باختصار أنني رأيت أن (وحدة الإقليم) التي يقول بها القومي السوري أقرب من الوحدة العربية الشاملة"

ويبدو مهيار الذي يدير أعمالا حرة كما يصفها راضيا عن أفقه الجديد، يقول " لقد كانت حياتي من قبل محدودة في نطاق عملي فحسب، لكن و بمجرد دخولي إلى الحزب السوري صرت أملك صفة جديدة اكبر، من خلال اللقاءات والاجتماعات التي كنت أشارك فيها حيث أصبح لي ضمن جماعـتي صوت ما، خاصة وأنه يتساوى جميع الأفراد لدينا مع بعضهم داخل الحزب، أمّا المشاركة الفاعلة بالنسبة لي شخصيا فمؤجلة لحين أدائي للقسم".

وعن الطريقة التي انعكس فيها قرار مهيار اختيار الحياة الحزبية على نظرة المحيطين به نحوه، يجيب مبتسما "حسنا، نتيجة قلة الوعي والمعرفة بالحزب السوري القومي، والأفكار السائدة عنه -بعض الناس على اعتقادهم القديم بأنّ الحزب لا يزال ملاحقا- أقد وجد ممانعة وخوفا من قبل المقربين مني لدى معرفتهم بنيتي الانضمام إلى الحزب، لكني اعتقد أن عدم موافقة المحيطين بي على خياري بالتحزب يمكن له أن يزول شيئا فشيا، طالما أنني أحاول تعريف هؤلاء الناس من حولي أقاربا وأصدقاء على الحزب أكثر، وعندها ستزول هذه النظرة السلبية، على كل ثمة بوادر إيجابية على ما أقول تتمثل بأن شبابا من أصدقائي بدؤوا يطرحون الأسئلة علي حول هذا الموضوع ولو بدافع الفضول أحيانا، بل إن بعضهم طلب إلي أن أصطحبهم معي إلى اجتماعات (المواطنين) للتعرف على الحزب أكثر"

نسيم سارة يصغر مهيار بحوالي الأربع سنوات، لكنه سبق صديقه (المواطن) إلى (الرفاقية) داخل الحزب السوري القومي منذ فترة ويملك تجربة أكبر على هذا الصعيد.

وعن العلاقة بين السن والعمل الحزبي المنظم يؤكد نسيم بثقة ألا شرطا لازما بين الاثنين "فالزعيم أنطون سعادة كان لا يزال في 15 من عمره عندما بدأ يكتب مقالات في جريدة والده،

و كان ثمة قراء ينتظرون هذه المقالة، وبالتالي فالفرصة متاحة أمام كل الشباب لعمل شيء ما طالما أنهم يؤمنون بأنهم قادرون على ذلك"

وعن علاقته بمحازبي التيارات السورية الأخرى يقول نسيم "في الفترة الأولى كان من الصعب عليك كمحازب للسوري القومي أن تقدم نفسك للآخرين بصفتك الحزبية كون الحزب كان ضمن الأحزاب المحظورة، وكانت النظرة العامة في حينه سلبية تجاهنا من قبل هؤلاء الآخرين.

الآن تغير الوضع، وصار بإمكاني أن أجاهر مثلا باعتقادي أن الحزب السوري هو بالنسبة لي يمثل الأمل، ويتاح لي مجال أوسع اليوم للحوار مع أشخاص ذوي انتماءات أخرى، من حزب البعث من الشيوعي من حزب الوحدويين الاشتراكيين ....، وبالتالي نمكن اليوم من تبادل الأفكار حول أحزاب كل منا"

ماذا عن شباب سوريين آخرين ذوي خيارات سياسية معارضة؟

"ليس هناك اختلاط معهم بقدر ما هو اطلاع عام على الأفكار، ولكن ليس هناك حوار بالمعنى الشامل للكلمة، على الرغم من أنني لا أعتبر أن لقاء تم صدفة مثلا مع شخص قد يتبين لي أنه معارض يوجب عليّ أن أنال عليه إذنا من قيادتي لمتابعة الجلوس معه.

وفي رأيي هناك نوعان من هؤلاء الناس، أشخاص معارضون من أجل المعارضة ذاتها،

وآخرون لديهم شيء لخدمة هذه البلد لكن ما كان عليهم في رأيي أن يضعوا أنفسهم في خانة المعارضة، أو أن يسموا أنفسهم بهذا الاسم"

لدى نسيم عمله الخاص كمساعد مهندس والذي لا يتعارض من حيث المبدأ مع وضعه الحزبي، وإن كان نسيم لا ينكر أن متابعته للشأن المتعلق بالحزب رتب علي حياته أعباء إضافية، وحرمه مثلا من أيام العطل والإجازات، التي كان هامشها أوسع فيما مضى.

وعن مدى فعاليته ضمن دوائره المحيطة على أرض الواقع كمناصر وحزبي لديه توجه سياسي معين، يعتقد نسيم أن من الحكمة أخذ الأمور في سياقاتها الموضوعية، وعدم المزايدة في الطروحات على طريقة بعضهم: "أنا كحزبي سوري قومي اجتماعي لن أنزل بالطبع إلى الجامعة وأبدأ بتوزيع جريدة الحزب، أو ألقي بالمنشورات ذات اليمين وذات اليسار، لأنني أعرف أن هذا شيء مخالف للقانون، وأنا أعمل تحت سقف هذا القانون. بيد أنني حر في الحديث إلى أي شخص خارج الجامعة -حتى وإن كان جامعيا- ولي أن أجلس معه في المقهى أو في البيت، أو في مقر الحزب ولا عوائق بيني وبين ذلك، فكوني حزبيا لا يعني أن أخالف القانون، إذ لكل شيء مكان وأوان".

وهل تتيح لك القيادات الأكبر سنا داخل الحزب فرصة التعبير واتخاذ القرار، بما هو أوسع من المتاح لك في الخارج؟

ومع أن سؤالي لم يرق لنسيم تماما لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد لي أنّ "القيادات في داخل الحزب فيها من القدامى وفيها من الشباب"، مستطردا "لا يمكنني كشاب حزبي القول أنه بمجرد أن يصبح أحدهم داخل الحزب بعمر 50 سنة مثلا يجب أن نرمي به خارجا، لأنك عمليا لا تستطيع الاستغناء عن هؤلاء الناس، خاصة عندما تكون في طور و ضع الخطط والبرامج على الورق، أما وقت التنفيذ فالعنصر الأكبر الذي ستحتاجه حينها هو العنصر الشاب. علما أن أي قرار يتخذ داخل الحزب يناقش مع الجميع، ولا علاقة بين إبداء الرأي وعامل السن أو العمر، كأن تكون مشاركة من عمره 16 بـ10% من القرار و من عمره 30 بـ30% القرار....!"

ويتدخل مهيار هنا ليقول "نحن كشباب لا يمكننا أن نتجاهل القيادات الكبيرة لأنها تظل خبرة في النهاية، لكن من الملاحظ فعلا أن الحركة لديهم بطيئة، فعلى سبيل المثال وجدت أن دور بعض القادة في تنظيم احتفال 16 تشرين ذكرى انطلاق الحزب كان أقل فاعلية من دور أصدقائي الشباب الذين عملوا على تحريك ذلك الاجتماع. القيادات القديمة تبقى كي نستفيد من تجاربها الأولى و صراعاتها حتى، خاصة في الفترة التي لم يكن فيها الحزب داخل الجبهة الوطنية التقدمية"

مستقبلا، لا يستبعد نسيم فيما يقول أن ينفض جزء من الحزبيين الشباب عن أحزابهم لا للاستقالة من الحياة السياسية برمتها أو للالتحاق بأحزاب منافسة، وإنما لتأسيس أحزابهم الخاصة، وعليه فقد نسمع يوما بحزب يعود تاريخ تأسيسه إلى الـ(2008) ويكون أكبر الأعضاء سنا في لجنته المركزية في عمر لا يتجاوز 33!

وذلك يظل أفضل من وجهة نظر نسيم من أن ينعزل الشباب نهائيا عن الحياة الحزبية، فنصل إلى يوم "لا نجد فيه قيادة للمجتمع".

أما بالنسبة إلى مهيار وإن كان يشاطر نسيما مخاوفه المستقبلية، غير أنه أكثر انشغالا بما هو فيه اليوم ويقول: "الفكرة التي تشغلني عندما أتحدث عن نفسي كحزبي، هي....

هل سيكون لهذا الحزب الذي انتميت إليه دور في هذا المجتمع؟

هل سيكون لدينا قرار أو قدرة على التغيير في هذه البلد؟

وهل هناك من سيحمينا إذا شرعنا في ذلك التغيير حقا؟".



2007

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!

شهادات وآراء شباب في الحياة الحزبية السورية

أحزاب بلا شباب؛ فزاعات وهلام سياسي تيار قاسيون



"هناك في مجتمعنا المحلي فراغ تعيشه هذه الشريحة الشابة، بمعنى أن كل القضايا الموجودة خارج البلد وداخله، مضافا إليها ما نعيشه من انحطاط وأمراض اجتماعية تتمثل أمامنا بالفساد والبطالة والهجرة خارج البلاد ...هي أمور في واقع الحال تعمل على تحفيز الرغبة بالتغيير لا وأدها"

بهذه الفاتحة تستهل لينا الحمد طالبة الإعلام في جامعة دمشق حديثها عن تجربتها الحزبية التي لها من العمر الآن ما يقارب السنوات الخمس.

لينا التي تخيرت الانضمام إلى اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين والمعروفة باسم (تيار قاسيون) لا تنظر بعين الرضا إلى كثير من مجايليها الذين فضلوا ترك العمل في الشأن العام لأهله، معتبرة أن ما يظن هؤلاء أنهم قد تحصلوا عليه من خبرة لا يؤهلهم بحال كي يحكموا على أنفسهم بالعجز التام عن "إضافة أي جديد" وبالتالي أن يكونوا "تلك النظرة السوداوية إلى الآتي والتي تقضي بعقم المستقبل"

"عمري 25 عاما –تقول لينا- وإدراكي ووعي السياسي بدأ في فترة ساد فيها سوريا فيما أرى فترة ضمور وجمود وخوف سياسي، وهامش الحرية الذي نالته الأحزاب جاء بعد 2001

فهناك ظروف خاصة عاشتها البلاد خصوصا في نهاية السبعينات ونخاية الثمانينات، راكمت أشياء من العسير أن تأتي اليوم وتزيحه خلال مدة بسيطة. فأي حراك سياسي يمكن الحديث عنه في الفترة الأخيرة هو في واقع الأمر لازال يدفع ضريبة هذه الظروف، الشيء الذي خلـّف جيلا كاملا من الشباب من دون أيّة خلفية سياسية".

بيد أنّ لينا تعتقد جازمة أن المجال لا زال واسعا أمام الشباب الراغب في الانخراط في العمل الحزبي، وإن كانت تصنف أصحاب ذلك الطموح إلى صنفين (فئة تملك الفكر والطاقة الصادقة لتقدمها لنفسها و للآخرين، وفئة لا يعدوا ما لديها مجرد أحلام وتهيؤات)، معتبرة أنّ هذه الفئة الأخيرة تعاني بدورها من فراغ، وتملأ هذا لفراغ أحيانا بأشياء مشوهة "ستجد بين هؤلاء مثلا من يرتدي صورة غيفارا من دون أن يعرف من هو غيفارا، والذي كان رفع صورته في وقت مضى يوصل إلى أمور لا تحمد عقباها، والشيء ذاته ينسحب على رمز (الزوبعة) شعار الحزب السوري القومي الاجتماعي والذي ظلّ محظورا حتى فترة ليست بالبعيدة، وبشكل أخف ربما مع صور عبد الناصر، وبالتالي حصل نوع من الاستهلاك لهذه الرموز من قبل بعض الشباب مستغلين هامش الانفتاح الذي حصل مؤخرا والقدرة على تداول هذا الرموز بشكل علني في الشوارع والساحات، فصار هناك استسهال وإسراف في التعاطي معها، الشيء الذي لمست فيه شخصيا تعبيرا عن خواء داخلي ومعرفي فيما يخص خلفيات هذه الشعارات ومتضمناتها".

أما الفئة التي تشربت بالفعل الأفكار الحزبية وعرفت حقا معنى الانتماء الفكري –وفق تعبير لينا- فهي فئة "قليلة جدا"، بل وتذهب الحزبية الشابة أبعد من ذلك لتقول أن الذين يعملون بشكل جدي وفق هذه المبادئ "معدودون"، معتبرة أنّه "لو أتيح لنا القيام بدراسة إحصائية في كل حزب على حدة فيما يخص هذا الموضوع بالذات لتبين لنا كم هو مخز ذلك العدد من الحزبيين الفاعلين الذي يمكننا أن نخرج به من المجموع العام".

ولكن ماذا عن سؤال عما إذا كانت الأحزاب المتواجدة على الساحة السورية اليوم لازالت بشعاراتها وأيديولوجياتها ورموزها قادرة على أن تجيب عن أسئلة الشباب السوري اليوم؟

بأسف تهز لينا رأسها وتجيب " عموما...لا، والتاريخ الذي عاشته هذه الأحزاب في فترة سابقة من أربعينيات إلى سبعينات القرن المنصرم، لم يبق منه إلا أولئك الذين لازالوا يقفون ويبكون على أطلاله"، ببساطة تضيف لينا "الأحزاب الراهنة ومن دون تخصيص فقدت ثقة شريحة الشباب بها".

إذا ما الذي لازال يدفع الحزبيين من الشباب إلى التمسك بهذه الأحزاب؟

تجيب لينا على هذه المفارقة بجواب يحوي من البراغماتية أكثر مما يحوي من الأيديولوجيا وتقول "بكل بساطة، الشاب الذي لا يعمل من ضمن تنظيم حزبي ما هو في النهاية سوى مجرد فرد واحد، وبالعمل الحزبي (الجماعي) وحده يبقى هناك فسحة من أمل لدى الشباب للالتقاء مع أشخاص يشبهونهم، وبالتالي يكون ثمة فرصة أكبر للتعاون و العمل بغرض انجاز شيء ما،

حتى وإن كان على مستوى تغييرات صغيرة داخل الأحزاب نفسها -مع أن هذا يستغرق وقتا-

ولكن ذلك يبقى أفضل في النهاية من ألا يكون هناك من يقوم بهذا على الإطلاق"

وإلا "تحولت الأحزاب إلى فزاعات وخيال مآتى، وبخاصة الأحزاب المشاركة ضمن الجبهة الوطنية التقدمية، والتي استحالت مع الوقت إلى ظلال وهلاميات لا يمكن الإمساك بها"

ما يفسر من وجهة نظر لينا على الأقل "تلك الانفصالات و الانشقاقات أو عمليات الفصل و الطرد الحزبيين التي تحصل بين فترة و أخرى، والتي قد تكون مؤشرا على وجود حراك داخل بعض الأحزاب تقوم به فئات قد تكون تعمل على الضد من الطريقة التي (برمجت) عليها هذه الأحزاب، وأنا هنا لا أتحدث عن تيار قاسيون بالذات، فالحزب السوري القومي على سبيل المثال و قع فيه انشقاق واضح بمجرد أن عُرض عليه كرسي في (الجبهة) "

هل هذا يعني أن للحزبيين الشباب فاعليتهم داخل أحزابهم، وأنهم مقتنعون بضرورة التغيير؟

"إلى حد ما –بالنسبة للشطر الأول من السؤال- أمّا عن ضرورة التغيير فهم مقتنعون بذلك، غير وهذا التغيير لا بد أن يظهر عبر تبدل القيادات بين فترة وأخرى، وهذه مسألة مهمة باعتقادي،

وليس لزاما أن يكون المقصود بكلامي مثلا أعلى سلطة حزبية موجودة وهي اللجنة المركزية، -وأنا أتكلم هنا عن قاسيون- بل أخص بحديثي اللجان المنطقية واللجان الفرعية.

إذ لا أجد جدوى مثلا من إعادة انتخاب لجنة فرعية موجودة منذ سنتين لم تقدم خلالهما الشيء الذي كان مطلوبا منها؟ وهذا المثال المصغر يعفيني من ضرب أمثلة أكبر" !

وترى لينا أن مشكلة بقاء الوجوه نفسها في مفاصل الحزب مشكلة تعاني منها القوى السياسية عامة في الأحزاب عموما "وإعادة انتخاب الرموز ذاتها والأشخاص ذاتهم في كل مرة يوصل إلى الجمود، لتصبح القصة استفتاء لا انتخاب، وهذا أمر لا علاقة له بكون هؤلاء الأشخاص هم النخبة أو أنهم الأفضل، فإذا عجزنا عن التغيير على مستوى لجنة مصغرة فنحن بالتالي غير جديرين بأن نطالب بشيء أكبر"

هل تقف القيادات الحزبية في وجه الراغبين بـ(تحريك الأوضاع) من الشباب؟

"ليست المسألة مسألة قيادات بقدر ما هي ربما مسألة كسل في القواعد -الشبابية منها على وجه خاص- ناهييك عن عدم خبرة لدى هؤلاء الشباب وتعوّد على تحمل المسؤولية.

ورغم وجود تثقيف مستمر وتوطيد للفكر؛ بيد أنّ هذه الأمور كلها لا تساوي شيئا ما لم تقترن بالممارسة على أرض الواقع، إذ بإمكان المرء أن يقرأ و يقرأ في الاقتصاد السياسي، وستأتيه المعلومات من كل مكان –وهذه ميزة تحسب للتيار حقيقة- لكن ما لم تتح الفرصة لكل هذه المعارف كي تحتك مع الواقع فإنها ستبقى بعيدة عن التطور.

ولا يكفي أن يكون هذا التفاعل الذي أتكلم عنه داخل التيار نفسه إذ عليّ أن أجلس مع شباب من تيارات أخرى مثلا، أو أن أنزل إلى الشارع حيث محك إنتاجية ما تلقنت"

لم تواجه لينا يوما عوائق ذات بال كمحازب (فتاة) فشاركت بفاعلية حتى الآن ضمن نشاطات تيارها، وقامت بالمهام الموكلة إليها حزبيا على أتم وجه، وهي وإن كانت مصرة على أن جوهر الإشكال في المجتمع "طبقي، لا جنسي"؛ فإن الأمر لم يخل الأمر أحيانا من بعض الحزبيين (الذكور) الذين "قد لا يستسيغون وجود فتاة ناشطة تنزل المظاهرات والاعتصامات، بل ربما تتعرض للمسائلة الأمنية مثلهم تماما"

هذا وتعتزم لينا ترشيح نفسها لانتخابات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعين السوريين (تيار قاسيون)، وفي حال نجاحها فستكون حينها أصغر الأعضاء سنا في اللجنة، بفارق لا يقل عن 15

سنة عن أقرب مسؤول إليها!

الأمر الذي يعيد إلى الذهن مباشرة تلك الفجوة العمرية الشاسعة في البنية التمثيلية للقوى السياسية السورية، والتي فيما لو تم جسرها ربما تساعد على تجاوز عقبات أخرى لا يزال الشباب يرونها حائلا دون مشاركتهم الفعالة، من نمط ما قد يكون لدى الكوادر الحزبية الشابة مثلا من ملاحظات أحيانا يصعب عليهم الإفصاح عنها في نطاق مؤسساتهم السياسية.

تقول لينا "ليس من السهل عليك كحزبي التوجه بالنقد إلى من هم أعلى منك مرتبة من دون أن توضع عليك إشارة استفهام، كيلا لا أقول تصبح من المغضوب عليهم، مثيرا حولك التساؤلات، من قبيل من هو هذا الذي ينتقد، ومن أرسله، وما هي غايته.....، وكل ما من شأنه تحميل الأمور أكثر مما تحتمل. مع أنك تشهد بأم عينك مثلا بعض الممارسات في (اللجنة الحزبية المنطقية) والتي لا تمت للمنطق بصلة!"

لكن لينا تستدرك بسرعة الذاتي بالموضوعي، بإدراكها أن معيقات الحركة داخل الجسد التنظيمي لا تنفك عن عوائق الحراك السياسي في البيئة التي يعيش فيها ذلك الجسد أو يموت.

وعليه تعتقد لينا أنه "آن الأوان بالنسبة إلينا كبلد يواجه كل هذه التحديات على الصعيد الداخلي و الخارجي أن نحظى بقانون للحياة الحزبية-عم تحكي فيه الحكومة من أربع سنين- يساعد على لمّ جهود مختلف الأطراف الفاعلة لمواجهة هذه التحديات، ناهيك عن ضرورة الخروج من عهد الشتائم والسباب والاتهامات بالعمالة والخيانة، رغم أنني شخصيا لا أتوقع أن ذلك قد يتم تحقيقه في فترة قريبة"

آخر نشاط ميداني في الشارع شاركت فيه لينا بـ(فولارها) الأحمر وقلادتها التي تحمل خارطة البلاد كان السنة الماضية في ساحة المحافظة مع أنها بالكاد تذكر السبب أو المناسبة، لكنها عضو دائم في فريق مسير ميسلون الذي ينظمه التيار بين منزل يوسف العظمة وضريحه كل سنة.

ومهما بدا ذلك غريبا في عيون (أكابر) الحزبيين و(كباريتهم) على مختلف أطيافهم السورية؛ فإن حماس معظم الشباب الحزبي الجديد محكوم اليوم بمنطق الأمور. ولينا قد تكون شاهدا أكثر من ملائم على هذا الطرح، فهي لا تبرح تقيـّم شارق كل فجر تجربتها الحزبية بالورقة والقلم، باحثة في الجدوى وعنها، و"في حال خذلني حزبي فلست مضطرة للبقاء فيه".


2007

(مار موسى) والتلاقي الثقافي مع شبيبة الغد

أجيال شابـّة, وهويّات شائخة



كانت الدراما بادية على وجوه تلك الثلة من الشباب التي اختيرت بشيء من العشوائية والارتجال ليقع على عاتقها مهمة صياغة ما يشبه بيانا ختاميا لهاتيك الندوة التي عقدت تحت عنوان متطلـّب هو (التلاقي الثقافي وشبيبة الغد).

ومن بين التعليقات والمداخلات الوفيرة لم تجد المجموعة قليلة الخبرة بمتاهات (المنفيستوات) بدا من أن ترمي ورائها -آسفة- الإنشاء والمجاز الوردي الذي لم يبخل به جمهور الجلسات المتوالية, لتختزل في النهاية وبموضوعيتها الخاصة أفكارا تخالفت بقدر ما تآلفت عبر أيام أربعة سخرها المنظمون بإخلاص للتداول في مانشيتات ليس أقلها (تطور الهويات الثقافية) و(صراع الحضارات عبر الأصولية والعولمة والتعصب) و(استراتيجيات اللاعنف في العلاقات الثقافية), وغيرها مما يشفق كثير من الدارسين بل ومراكز البحوث من تناولها على الجملة كحال هذا الملتقى.

على أنها ليست المرة الأولى التي يستضيف فيها دير مار موسى الحبشي مثل هذه النشاطات الحوارية, إذ له معها تاريخ مشهود ينوف على العقد, بهمّة لا تعرف الكلل من عرّابها الأول الأب الإيطالي باولو دالوليو, الذي قلّ من له سهم في هذا المجال ولم يسمع به.
الراهب الذي تستلذ أذنه وقع اسمه بالعربية (بولص)؛ لاينفك يلوب في الأرجاء.
فتارة تراه في الدير بجلباب كهنوت داكن وحزام جلد معتـّق, وأخرى في ندوة مدينية ببنطال و قميص وحقيبة ظهر تصلح لطفل, وتارة تلمحه بين العامة متسربلا (قمبازا) محليا ذا تطريزات أنيقة.

وإن كان لا يعوزنا كثير عناء لتلمس ردود الفعل التي تخلفها عادة لسعات وبلسمات هذا القسيس كثير الجلبة بين المفكرين ورجال الدين هنا؛ فإن جهدا أكبر يلزمنا حقيقة لتقصي آثار سعيه وآخرين بين شرائح الشبيبة المختلفة, ولعل هذه الندوة عن (التلاقي الثقافي وسؤال الهوية) شكلت فرصة طيبة لـ(نافع) على سبيل المثال الشاب العشريني المندفع ليدلي بدلوه في سجال سبق أن أهرق فيه الكثير من الحبر إن لم نقل الدماء, فتجده لا يتوانى عن التصريح دفعة واحدة و من دون مقدمات:(الحوار الإسلامي-المسيحي كذبة كبيرة, وعلينا ألا نتكلم عن هذه الأمور هنا, لأننا سنفتح عيون المسلمين والمسيحيين على أشياء لا يجدر بهم التفكير بها مجددا)!
وبعد أن يبدي شيئا من الفخر بمسيحيّته كنوع من التكفير المسبق عما سيضيفه يقول:(أعتقد ان على الأب باولو أن يتخلى عن مشروعه العقيم هذا في الحوار. إنّه لا يعرف ما الذي يفعله).

وهو رأي ستشاركه إياه في اليوم التالي (رولا) طالبة البكالوريا التي تملك كما تقول -على حداثة سنها- (ذكريات سيّئة) عن المشاحنات والملاسنات التي تجرها طروحات كهذه على كل من يتورط فيها.

ومن الطريف أن الأب باولو نفسه سيستشرف هذه الهواجس قبل شهرين بالضبط في مداخلة له على بعد
-80-كيلومترا إلى الجنوب من هذا المعتزل.
فهناك في باحة المعهد الدنمركي بدمشق, , وردا في حينه على ما اعتبره استفزازا من أحد العلمانيين, سيستخلص السيد دالوليو بعربيّة واضحة أنّه (من الأفضل لنا اليوم أن نكتفي بتقدير بركة وجودنا مختلفين كما نحن, إنما متعايشين جنبا إلى جنب, وهو أمر يفضل بأشواط سعي كل منا محاولا تحويل الآخر إلى ملته).

وبالعودة إلى المؤتمر و الدير الذي يعود تاريخ إنشاءه إلى القرن السادس الميلادي؛ فقد ترك غياب بعض المحاضرين عن أعمال الندوات نتيجة كسل موروث أو هنّات في التنظيم, مساحة مـُلئت على عجل بالمزيد من حلقات الحوار والنقاش المصغرة, التي انبثت بعناصرها الشابة في كل أرجاء المكان من غرف وباحات ومغاور, حلقات جسدت في تشكلاتها الأولى تلمسا حذرا للآخر واستطلاعا للسقف والحدود, قبل أن تسترسل فيما بعد جسرا عبرت فوقه الخواطر والآراء بين المتجادلين, الذين لم تنقصهم بحال أي من أمراض الحوار وآفاته التي ورثوها بأمانة فذة عن آبائهم الأوّلين.

(حسنا, أنا لا أريد ان أصدر حكما على أولئك الذين يتسكعون الآن في هذه اللحظة في الشعلان بأنهم ضائعون أو تائهون أو بلا هوية, بالطريقة التي تريد بها ديمة أن تصور الأمور, لكنني سأسأل: إلى أين يتوجب علي أن أمضي بهويتي عندما أعرفها؟).

سؤال (محمد) هذا الذي أصرّ على طرحه جملة جملة, على الرغم من أنه كان قد استهلك لتوه الدقائق الخمس المخصصة له للحديث, استدعى احتجاجا عاجلا من طرف (جورج) الذي ذكـّره بما يشبه التأنيب بنقاش الأمس, من أنّه لا يملك هوية واحدة, فهو -أي محمد- مسلم, وعربي, وسوري, وإنسان, و..., و(فيك ترتـّبهن على مهلك بعدين) يضيف (جورج) شبه مازح.

أما (ديمة) طالبة الصيدلة المنقبة, فلم تستغ بحال الدفاع عن أمثال هؤلاء الشباب (الشعلانيين) المنقطعين عن مستقبلهم حسب رأيها, (الذين لم يحاولوا أن يكملوا قراءة كتاب واحد في حياتهم), وواصلت حملتها عليهم بمن فيهم أختها نفسها, لتقرر في النهاية(فعلت المستحيل, ولكن لاسبيل للتفاهم بيننا), وذلك قبل ان تأخذ (ناديا) -نصف السورية-نصف الروسية- بناصية الحديث مؤكدة على فكرة صديقتها نفسها مضيفة إلى قائمة (ديمة) العصيّة على التواصل ركام الجيل السابق برمته الذي (لا يستوعب التغيرات الحاصلة في العالم, ويريدنا بشكل مرضي ومرفوض أن نكون نسخة عنه).

أن تحكم على الشخص مما يظهره أو مما يظهر لك منه, أن تكون لك حال نافرة تسبطن أحوالا متعددة, أن توسع الخطا نحو الآخر, أو أن تتمهل لـيأتيك, أن ترث أهلك ممتنا, أو أن تجهد في إثرائهم على طريقتك, استخلاصات جائرة ربما, إنما حقيقية, وهي لا تعدو كونها حصيلة مؤقتة لسجالات لم يكن ليقطعها طوال الأيام الماضية سوى مؤونة النهار التي تتدبر(تيريز), الخمسينية المتحمّسة بمعجزة صغيرة كل يوم أمر تحويلها إلى وجبة حواريين محترمة, جنبا إلى جنب مع الأمسيات الموسيقية واستلهامات قرائح عازفين فرنسيين وسوريين في ساحة الدير أو بطن الوادي.

بيد أن الأطراف المدعوة إلى مائدة النقاش لم تكن لتتشاطر جميعها القدر ذاته من الحماس, إن لم نقل المسؤولية, فظهر بعضها وكأنه قد ولج المسالة من باب المجاملة ورفع العتب الفلكلوري, مما درجنا عليه في تقاليد لقاءاتنا المكرورة, فبدا حضور هؤلاء أشبه بمن اعتقد أن مجيئه إنما كان لمجرد أن يلقي عصاه على ثقة من أنّها ستلتهم حيّات الآخرين وحبالهم!
فلا نقاش, ولا تبادل رؤى أو أفكار, ولا مشاركة حقـّة, بذريعة أزلية هي ضيق الوقت.
كما كان مثلا من حال ما يفترض أنّها مجموعة (جامع أبو النور), التي تحللت بنظر كثيرين من جوهر اللقاء, وترفعت عنه.
ووقائع كهذه هي بالطبع برسم المنظمين مستقبلا, فمشاركات على هذه الشاكلة لعل عدمها يكون أفضل وأخير لمبدأ التواصل نفسه.

تلفريك بدائي للحوائج, وستالايت, وحواسب شخصيّة, وخط إنترنت, وتغطية موبايل متوسطة الرداءة, وماء مسخن على الطاقة الشمسية, وجهاز عرض سلايدات, وهاتف ثابت, ودزينات متتالية من المتعبدين والحجيج والسياح الصرف, أشياء باتت على ما يبدو جزء لا يتجزأ من رهبانية هذه الأيام في دير مار موسى, حتى لتبدو ساحة الدير للناظر من زاوية من زواياها وكأنها لقطة مستعارة من أحد مقاهي باب توما المكتظة على الدوام!
إنما من دون أن تنتقص هذه (العولميات) الطارئة بحال من جلال روح الصومعة ونسكها, معلقة بين خليج صخري هار, وسماء محفورة بضوء المجرة.

بيد أن الإخلاص المزمن والرغبة الصادقة من قبل المنظمين والداعمين لإنجاح الملتقى في مكان له مثل هذا الطقس الفريد؛ لم يشفع لهم في رأي مراقبين أنهم -من حيث دروا أو لم يدروا- قد اختصروا أبعاده الرحبة التي يشتمل عليها سؤال الهوية المتسع أفقه أبدا إلى بعد يتيم واحد هو البعد الديني, والذي على أهميته لشريحة واسعة من مجتمعاتنا اليوم؛ لا يشكل لشرائح أخرى في المجتمع ذاته السطر الأخير في محاولة الإجابة على ذلك السؤال, كيف والمعني هنا هم الشباب دون غيرهم, بعد أن كان سعي الملتقى في إطاره العام مركزا على البعد الثقافي للحوار, (أكثر منه على البعد الديني أو السياسي), على ما جاء في متن الدعوة نفسها.

بل ذهب بعضهم إلى أن الانسياق وراء هذه الأحادية في التعاطي والتي كان الاقتصار فيها قاصرا والاختزال مخلا, سرعان ما جرّ بدوره إلى اختصارات أخرى لا تقلّ فداحة, كان ضحيتها الأولى التنوع الثقافي نفسه الذي بدأ الحوار على أساسه, ناهيك عن غياب الحديث عن الأطر القانونية والحقوقية التي من المفترض بها أن تكون ناظمة لسير المجتمع وحراكه, كمبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص وعلمانية الدولة وغيرها, وهي ما يجدر حقا بشباب اليوم أن يكونوا على إطلاع عليها, ووعي بها.

لقد كان أمرا ذا دلالة بالغة أن ينبري أحد الشباب في جلسة من الجلسات التي استفحل فيها الجدل ليسكت الأب باولو وضيفه الإسلامي اللجوج طالبا منهما نقل سجالهما خارج القاعة, مستندا إلى أنّ هذا اللقاء خاص بالشباب المفترض بهم أن يكونوا المتكلم الأساس هنا, وبدلالة لا تقل بلاغة؛ يضع القسيس الكهل كفيه على رأسه الحليق علامة الرضوخ.

نهاية ً, لايملك الهابط من دير مار موسى الحبشي في طريق عودته, إلا أن يبدي غبطته بما أسبغه ذلك المكان وأهله من رونق وغنى ميداني على موضوع النقاش في الهوية لدى الشباب, لدرجة أن ثمة من بادر بالتحسر علانية كوننا سننتظر سنة كاملة قبل أن نحظى بفرصة أخرى للقاء من هذا النوع.

بيد أن فتاة جميلة جالسة إلى جانبي باغتتنا وهي بالكاد تعرف ما نتحدث عنه بتعليق زاده الاقتضاب جزالة.
(دينا) التي تحمل منذ بعض الوقت شهادة في التجارة؛ كانت أول من تململ عندما تلقفتنا على حين غرة طلائع هواء الديزل على مشارف النبك مخلفين ورائنا الدير ونسيمه العليل, وعلى الرغم من أنّه لم يتسنى لها حضور أي من ندوات المؤتمر أو نقاشاته, لكنها تعلم يقينا من روح حكمة غامضة أنّ (ما لا تستطيع القيام به هنا والآن, لن تنفعك هناك مشقة ارتقاء الدرجات الثلاثمائة والأربعين في تحصيله غدا)!!


2007