2016-01-07

اللاجئون السوريون في لبنان



Status: Syrian Refugees in Lebanon







حوار أجراه عمر ضاحي  مع خالد الاختيار

صاغه باللغة العربية الفصحى أسامة إسبر




الوضع Status: هل يمكنك أن تقدم لنا لمحة سريعة عن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان وعن التغيرات التي تحدث في أوضاعهم وعن القوانين التي تتعلق باللاجئين في الفترة الأخيرة وخاصة في الأشهر الستة الأخيرة؟



خ: لا أعرف كم يمكن أن توصل هذه اللمحة فكرتي. إن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين موجود في لبنان في هذه الفترة، ولقد أحضر اللاجئون مشاكلهم معهم، وبالإضافة إلى هذه المشاكل اضطروا إلى استيراد كل مشاكل لبنان، وهم عملياً يعانون من عبئين بدلاً من عبء واحد، فهناك عبء التأقلم مع البيئة المحلية هنا، وهذه البيئة غريبة على جزء كبير منهم، وهناك المفاجأة والمشاكل التي حدثت في سوريا بعد أن عسكرة الثورة

لقد مر اللاجئون هنا في مراحل كثيرة. كانت المرحلة الأولى هي مرحلة موقف الحكومة اللبنانية التي فوجئت بوجود لاجئين، فقد سموهم زواراً وضيوفاً وغيرها من التعابير المطاطة التي لا تحمّل الحكومة أعباء قانونية أو أخلاقية، ثم استيقظوا فجأة واكتشفوا أن هناك أزمة، وسموها الأزمة السورية، أو أزمة اللاجئين، ثم بدأت أسئلة من نوع: ماذا نفعل؟ وكانت هناك ردات فعل من المجتمع الأهلي واللبناني أهم بكثير من رد فعل الحكومة اللبنانية، لكن وكما يقول المثل: إن يداً واحدة لا تصفّق، خاصة حين تكون هناك سياسة إنكار للمشكلة بسبب الأوضاع السياسية والترتيبات السياسية بين النظامين، نظام لبنان إذا كانت تصح تسميته نظاماً والنظام في سوريا، مما منع الحكومة اللبنانية من أن تتخذ خطوات حقيقية وتعترف بالمشكلة وأسبابها وتعثر لها على حلول من خلال التعاون مع أطراف داخلية وخارجية، و مع اللاجئين أنفسهم. استغرقت هذه المسألة وقتاً طويلاً إلى أن توافقوا على الاعتراف بأن هناك مشكلة أساسية يجب أن نحلها الآن بمعزل عن علاقتنا مع النظام أو في الحد الأدنى، لا نريد أن نزعجهم كثيراً لكن في الوقت نفسه لا نريد أن نكون مرتهنين ١٠٠٪ لرأي النظام السوري حيال موضوع اللاجئين كونه يعتبرهم فارين من العدالة وإرهابيين وأن مجيئهم مؤقت والوضع في سوريا متحسن ويفضل ألا يكون هناك هذه النسبة الكبيرة كي يظهر أن الأمور هي بخير في سوريا. بعد هذا القصة بدأت الحكومة اللبنانية مؤخراً تناشد أطرافاً دولية وبدأت الوزارات تتحرك بصيغ ما وحدود ما كي تحتوي هذه المشكلة لكن هناك دوماً هذه الصيغة وهي أنه لا قدرة للبنان على تحمل هذا العبء، وآخر ما توصلوا إليه الآن هو قرارهم المباشر وغير المباشر بإغلاق الحدود، ووضعت قوانين واتخذت إجراءات للحد من دخول السوريين إلى لبنان وهذا ما شاهدناه مؤخراً في ظل القوانين التي صدرت في الفترة الأخيرة

لكن الأزمة مستمرة وأعتقد أنها تتفاقم، لأنه كما قلنا: إن مشاكل اللاجئين الخاصة شيء والمشاكل التي واجهتهم في لبنان شيء آخر مختلف. الخلاصة التي يمكن الوصول إليها هي أن اللاجئ الفقير السوري هو الآن في عهدة الفقير اللبناني، الذي ربما كان نازحاً في فترة من الفترات أثناء العدوان الإسرائيلي أو في الحروب السابقة التي واجهها لبنان منذ الحرب الأهلية حتى الآن. إن الناس المحتاجين في لبنان هم من يساعدون السوريين المحتاجين وللأسف ليس هناك أحد يساعد الطرفين

الوضع Status: لقد ذكرت مبادرات المجتمع اللبناني المدني والسوري ومن بين هذه المبادرات هو الموقع الذي تشرف أنت عليه “إحقاق”، هل يمكن أن تشرح لنا كيف تكون الموقع وما هي أهدافه


خ: إن الهدف من وراء الموقع هو الحاجة للمساعدة لدليل كهذا أو لإرشادات وتوضيحات أو تسريبات، فأنت تحاول أن توصل المعلومة القانونية كي يعرف اللاجئ السوري حين يأتي إلى هنا ما المطلوب منه كضيف على دولة أجنبية أولاً وكلاجئ بصفة قانونية، وكلاجئ سوري هنا ما هي حقوقي وواجباتي، كي نكسر الصورة النمطية السائدة التي تروج لها الحكومة اللبنانية وهي أن اللاجئ السوري يحب أن يظل هكذا دون صفة قانونية لكن هذا غير صحيح. إن التسوية التي حاولت الحكومة اللبنانية القيام بها العام الماضي وسمحت بموجبها للاجئين السوريين الذين أوضاعهم غير قانونية أن يحاولوا إصلاح أوضاعهم القانونية، كان حجم إقبال اللاجئين في مراكز الأمن اللبناني كبيراً ومهولاً لدرجة أن مراكز الأمن العام لم تقدر على الاستيعاب، أي أن البنية التحتية للأمن العام اللبناني كانت عاجزة عن استيعاب أولئك اللاجئين الذين يريدون تسوية أوضاعهم القانونية وقوننة وجودهم في لبنان على عكس الصورة النمطية المعممة. بالتالي نحن نحاول أن نلعب دور الوسيط، من خلال الوصول إلى المعلومات لدى وزارة الداخلية وعن طريق المنظمات الأخرى ومراقبتنا على الأرض للحاجات التي يمكن أن يطلبها اللاجئون فيما يتعلق بالأوضاع القانونية، نحاول أن نحصل على هذه الأجوبة ونقدمها للناس بشكل مباشر أو عن طريق الموقع “أونلاين

 إن المجتمع الأهلي في سوريا ولبنان متجه نحو الإغاثة والإسعافات الطبية ومواضيع يعتبرونها حساسة ولكن الوضع القانوني وضع مؤسس لكل شيء يمكن أن تبنيه أنت لاحقاً، عملياً أن تستطيع أن تبني مدرسة ولكن استمرار هذه المدرسة وهذه الطبابة وهذه الإغاثة منوط دوماً بوضعك القانوني، لأن هناك من سيقول لك إن وضعك غير قانوني حين يتعلق الأمر بالإغاثة ويطلب منك أن ترتب وضعك القانوني كي تعمل. نحن نحاول ردم هذه الفجوة رغم أن هذا الجهد من المفترض أن تقوم به الدولة. والمشكلة الثانية هو أنه أنت كمنظمة مدنية سورية موجود هنا الآن غير معترف بك، إن القوانين اللبنانية كي تعترف بالجمعيات يجب أن يكون أربع أخماس المؤسسين لبنانيين كي تقدر على أن تفعل هذا، ونادراً ما تُمنح المنظمات السورية ترخيصاً إذا لم يكن هناك بين أعضائها أشخاص مزدوجو الجنسية، أي معهم جنسية لبنانية، وهذا غير متوفر لدى الجميع ولذلك تبقى المسائل محدودة

 ويقتضي الوضع القانوني أن يكون لديك حوار مع الحكومة ولكن هذا للأسف مفقود أيضاً، وهناك منظمات تبذل جهوداً منذ فترة طويلة ولكن كما قلنا بحسب طاقتها، وهذه طاقة محدودة جداً في مكان محدود جداً، وحجم التغيير محدود ولا يوجد تراكم. والمشكلة أن الجميع يعملون في نفس الحقل وفي نفس المكان مما يؤدي إلى مضاعفة الجهود حيث لا ضرورة لمضاعفتها، لذلك حين تعمل في مجال موضوع آخر فإن اللاجئين بحاجة إلى ذلك، إن الأمور نفسها تقوم بها  منظمات مختلفة على نحو مكرر وهذا لا يؤدي إلى تراكم خبرة أو تراكم مطالب لدى الحكومة اللبنانية قد يحدث بعد فترة ضغط من أجلها كي تُنفذ. وأيضاً نحن هنا في المجتمع المدني اللبناني كمنظمات سورية ورثنا الأمراض الموجودة في المجتمع المدني اللبناني، فلبنان أكثر البلدان العربية حباً بتأسيس المنظمات غير الحكومية، فهناك ثلاثة آلاف منظمة غير حكومية لبنانية لكن لا تأثير لها على الأرض، والأمر نفسه فيما يتعلق بالوضع السوري، فهناك الكثير من النوايا الحسنة، وهناك الكثير من الكلام المعسول والمساعدات في أمكنة محددة كما ذكرت لكن هذا كله لا يرقى إلى مستوى عمل جماعي كإنشاء شبكة أو تبادل الخبرات، وللأسف نحن عالقون بوحل العمل المدني اللبناني الذي يعتمد على البيانات، وللأسف هناك غياب للتنسيق ونشتغل كلنا على ردات الفعل. لا نريد أن نغبن حق أحد، فهناك أسماء كبيرة تعمل ولكن أمراضها هي أمراض لبنانية محلية وسنرى إن كنا سنقدر معاً على معالجة المشاكل المطروحة


الوضع Status: شكراً لك. بالطبع المشاكل كبيرة جداً ومعقدة. هناك أسئلة كثير أحب أن أطرحها عليك ونأمل أن يتم هذا في لقاء آخر في المستقبل.


April 5 2015


أذيعت ونشرت على الوضع Status
للاستماع على Soundcloud


2016-01-03

Syria “Training” Republic.. workshops on building a civil society in exile




The establishment of the first known civil association in Damascus dates back to 1880, and much water has passed under the bridge since then. The current Syrian authorities, upon taking power around four decades ago, quickly worked to empty Syrian civil society of any meaning and subject it to the long arm of the security bodies, or contain it by establishing affiliated institutions dressed up as civil groups, known as GNGOs. Meanwhile, the activities of more than 80 percent of authorized Syrian organizations and associations are restricted to charitable work (compared to 53 percent in Lebanon).

With the upswing in popular protests beginning in 2011, voluntary civil associations sprang into existence, trying diligently to bridge the gap generated by the government’s blockade of their work and the interruption in basic services. They were active in nursing, sanitation campaigns, relief, and media services. The activists quickly became a preferred target of the oppressive authorities, and were later targeted by the violations of extremists classified as anti-regime. Some estimates put the number of Syrian civil organizations at around 2,000, both inside the country and abroad, but they exhibit low levels of efficiency and expertise; they lack clear administrative organizational structures and also compete for resources.

Moreover, everyone continues to suffer as Syria’s nascent civil society moves from the era of government-imposed weakness to one of militarization, caused by the revolution. It has been a painful jump and the impact of the shock remains visible for everyone to see. This has required “training” activities, represented mainly by the many workshops that are announced, seemingly around the clock. These workshops are trying to compensate for the lack of expertise, develop individual skills and create new, institutionalized structures.

Lebanon is one of the countries that has hosted a large number of such training activities, especially as the UNHCR updates on a monthly basis the numbers of refugees registered with the agency (currently at 832,000), while independent or conflicting numbers, all taken together, put the total number at around 1.5 million people.

However, many questions are being asked today about the efficiency of these training activities and the strategies of the groups organizing them. This came in for particular criticism by Akram, one of the many Syrians who have taken part in a number of training workshops. “About the only benefit we get from the workshops we take part in is networking,” he says. “I meet other Syrians and we have been able to form relationships that later lead us to joint activities that have little to do with the goals of the training session that brought us together.” The 30-something Akram, who finished university studies and found himself in prison for anti-regime activities, doesn’t hide his annoyance with “the lack of any organizing strategy for these training activities.” “The working projects that were suggested turned into individual projects,” he says, concluding: “It seemed like there’s no need for these workshops, since no one is left in Syria.

The activists who do remain there are now unable to move around. Where were all these training activities during the first two years, when there was still room for civil work?” Jean Corse, a Lebanese trainer and the director of the International Center for Organization Development (ICOD), has a different opinion when it comes to the usefulness of training, although he agrees with Akram about the lack of strategy and coordination. “Yes, things are always changing in Syria,” Corse says. “But our response as a civil society organization should take this into account, and we should be dynamic. What we need to do, when we’re talking about transferring skills, is to undertake a contextual analysis upon which we build our  response. Our goal is to develop individual capacities so that these people can carry out this analysis, and not just offer direct assistance. Capacity building is a developmental goal, and not a purely relief-related activity.” As for the lack of coordination among training institutions.

  Corse acknowledges that when he used to work as an international relief coordinator, there was practically “no coordination,” before adding that “the poor coordination applies to other sectors when it comes to the situation in Syria.” “This is one of the problems that we’ve suffered from in other countries as well. There are sessions that are repeated, and no oversight. We’re nowhere near the required level of integration, or where we should be when it comes to reducing the gap between the reality and our objectives. If some parties exploit these sessions, we don’t recognize them, and most of the people we work with know this.” For Akram, another problematic issue lies in the readymade models that some rich countries try to pass off on Syrian trainers. He cites the example of distributing food parcels in some parts of Syria, containing large quantities of rice. It appeared that this was based on a training model taken literally from the international relief efforts after the tsunami of 2005.

Corse disagrees with this, saying, “We don’t want to work according to pre-conceived agendas or programs, whether from the west or the east.” “Even when it comes to benefiting from other lessons, such as the Lebanese case, for example, we should pay attention to the fact that the local context should have the highest priority” he says. “A change in the data requires us to change the nature of the response. We always need experts from the region and the only expert in Syria is the Syrian people. Naturally, Syrians should examine other experiences and form their own opinion. What we’re doing is empowering people from the country with the skills needed to perform the tasks, and not undertake these tasks on their behalf.”

Akram insists that spending an informal evening with friends who are serious about their work can take the place of a training workshop costing thousands of dollars in a Lebanese hotel. However, Corse states firmly that, based on his experience, the trainings do have long-term development dimensions, and that the objectives of institutions committed to this approach aren’t just about trying to bring Syrians to Lebanon. “But since we can’t be present in Syria, our focus is to train Syrian trainers who can carry out these humanitarian missions themselves in their own areas,” he says.

Published in Peace Building - UNDP