2010-08-05

الحزبيون السوريون الجدد، دماء شابـّة, وشريان مفتوح!

شهادات وآراء شباب في راهن الحياة الحزبية السورية


أساطير العمل السياسي مع الشباب

-آراء قيادات حزبية في موضوع العمل الحزبي الشاب - تيار قاسيون

علاء الدين عرفات
سكرتير اللجنة المنطقية
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين (تيار قاسيون)



جميع القوى ترى مستقبلها في كسب الشباب, وتتحدث عن خصوصية العمل بينهم, لدرجة أنّ الفكرة نفسها باتت مبتذلة, ما لم يـُنهى العمل بالاستراتيجيات القديمة.

من قال أنّ الشباب غير مهتمين بالصراع مع الولايات المتحدة؟ أو أنّهم لا يكترثون بمفاعيل الخطة الخمسيـّة العاشرة؟ ... هذه كلها ادعاءات غير صحيحة.

ليس واردا أن نقول لشبابنا: (لدينا معركة مع أميركا وإسرائيل)؛ ثم نقول لهم: (ليس لدينا وقت للوضع الداخلي)!

العمل الميداني هو حاجة ورغبة لدى جميع القوى السياسية في سوريا, بيد أنـّه لدينا في البلد وضع قانوني وسياسي معروف بأنـّه يحد من هذه المسائل.


من دون مقدمة....

• ....................؟

"القضية الرئيسية فيما أعتقد تكمن في إنهاء الاستراتيجيات القديمة, فالإشكالية الأساسية لدى القوى السياسية في سوريا هي أنّ الجميع يرى مستقبله في كسب الشباب, وخصوصية في العمل لدى الشباب, لدرجة ابتذال الفكرة ذاتها.

بمعنى أنّ هذه القوى تنظر إلى الشريحة الشابة بوصفها شيئا منقطعا عن المجتمع, وبالتالي يجري التوجه إليهم بشكل مسطح, فبعضهم يرى أنّ مسألة الشباب هي العمل والدراسة فحسب, ورغم أهمية هذين العاملين؛ فهما ليس كل شيء, هذا من دون أن ننسى الطريقة التي يربطون بها مسألة صغر السن بصغر المدارك!"

فأول شيء يجب على القوى السياسية فعله -كما فعلنا نحن في تيار قاسيون- هو إزالة هذه الفكرة المنمطّة عن الشباب من ذهنيتها, وإعادة الاعتبار لهذه الشريحة كفئة لها اهتمامها بكل قضايا المجتمع التي تنعكس عليها في النهاية.

من قال أنّ الشباب غير مهتمين بالصراع مع الولايات المتحدة؟
من قال أنّ الشباب لا يكترثون بمفاعيل الخطة الخمسيـّة العاشرة؟
هذه كلها ادعاءات غير صحيحة."

• ....................؟

"أهم بند عند وضع إستراتيجية بخصوص الشباب هو إزاحة كل تلك المفاهيم القديمة والتعيسة التي ضربت لك أمثلة عنها, لأنها نتاج مرحلة من الركود في فكر القوى السياسية, وعند التوجه إلى الناس؛ ينبغي التوجه لهم كأصحاب شأن.

لاشك أنّ لدى الشباب بشكل طبيعي نقصا في المعارف, لكن هذا لا يعني أن ننعتهم بتسطـّح

الذهن, فالشباب اليوم على سوية من امتلاك الأدوات استطيع أن أؤكد أنها غير موجودة عند كثير ممن يعتقدون أنفسهم في قمة الهرم المعرفي, والشباب إنما فقط تنقصهم معارف من هو حديث عهد بالشيء لا فاقده بالمطلق.

على الإستراتيجية المنشودة أن تتضمن رؤية القوى السياسية بالتعامل مع الشباب, وتحديد ما هيـّة الخطاب الذي يتم من خلاله التواصل مع الشباب, وكيفية التطبيق والممارسة لما سبق.

والسؤال هنا يمكن توسيعه ليصبح:

هل لدى هذه القوى السياسية أساسا مثل هذه الإستراتيجية للتوجه إلى المجتمع ككل, ناهيك عن الشباب كشريحة؟

في العمل السياسي قد يكون وضع البرامج هو الجانب الأسهل, بينما وضع الخطط هو الأمر الصعب في الحقيقة, ونحن بالتأكيد لدينا برنامج وخطط للعمل وهي تتطور مع تبدل المعطى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي, ويتم التدقيق فيها باستمرار"

• ....................؟

"يشكل الشباب نسبة هامة من بنية (تيار قاسيون) وبما يتجاوز النصف, وهو أمر واضح للعيان, وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون لهذه المجموعة الشبابيـّة تأثير متنام

على اللجان التمثيلية والهيئات القيادية, آخذين بعين الاعتبار موضوع الإمكانات الذاتية.

وإذا أخذنا مثلا قاسيون (الجريدة)؛ فستجد أنها تحتضن عددا غير قليل من الكتاب والمحررين الشباب الذين لازال بعضهم في أوائل العشرينيات من أعمارهم.

بيد أني أنبـّه هنا إلى أن موضوع أنّ الرغبات شيء, و قضية الإمكانيات شيء آخر, على الرغم من أنه لا شيء مستحيل بهذا المعنى."

• ....................؟

"في هيئاتنا القيادية (شيوخنا) و(شبابنا) متفقون, وقد تكون هذه حالة نادرة بالفعل.

بيد أنّ هذا لا يعني بحال أنّ الشباب يتمّ إقناعهم دائما من قبل الشيوخ, الأمر ليس كذلك, إذ هناك رؤية موحدة للأمور, والشباب يعطون ديناميكية وحماسا أكبر لتنفيذ القرار"

• ....................؟

"العمل الميداني هو حاجة ورغبة لدى جميع القوى السياسية, و ليس باعتقادي ثمة قوة لا تريد العمل ميدانيا, بيد أنـّه لدينا في البلد وضع قانوني ووضع سياسي معروف بأنـّه يحد من هذه المسائل, ولكنّ تنظيمنا بالتأكيد يستفيد من هذه النشاطات الميدانية عندما تحصل, حيث للشباب الباع الأطول في المساهمة فيها, لا بل في صنعها.

ومع أنني ذكرت أن للوضع القانوني الحالي تأثير كبير على النشاط السياسي, لكني لم أعن بذلك أنـّه من المسموح أو المنطقي لأي قوة سياسية أن تتذرع بالقوانين من حيث وجودها أو عدم وجودها لتبرير غياب نشاطها السياسي.

السياسة هي حاجة للمجتمع و تعبير عن رغباته, وبالتالي على القوى و الفعاليات السياسية أن تنشط مهما كانت الظروف, ويجب على تلك القوى أن تجد المخارج لهذه الفعالية, هذا إن كنّا نتحدث فعلا عن قوى سياسية جدية تملك رؤى للمسائل الوطنية على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي, ولا يفهم من كلامي أنني أدعو إلى عدم إزالة هذه القوانين المعيقة وتطوير الوضع الديمقراطي في البلد, بل على العكس"

• ....................؟

"إذا كنا بحاجة فعلا –ونحن كذلك- إلى خيارات صمود وخيارات مواجهة للامبريالية الأميركية والتهديدات الإسرائيلية القائمة فوق رؤوس شعبنا؛ فنحن بحاجة إلى خيارات (اقتصاد مواجهة) مثلا, والذي يحتاج بدوره أول ما يحتاج إلى مكافحة الفساد, الذي يتطلـّب -ليؤتي ثماره- جوا من الحريات السياسية, وكل هذه هي عناصر مترابطة متكاملة مع بعضها بعضا, ولا يمكن لسياسي أن يطالب بشيء منها دون آخر, فهي أوجه لمسألة واحدة.

ليس واردا أن نقول لشبابنا اليوم أنـّه لدينا معركة مع أميركا وإسرائيل؛ ثم نقول ليس لدينا وقت للوضع الداخلي, لأن الوضع الداخلي إذا تدهور يصبح نقطة ضعف في المواجهة الخارجية. فإصلاح الوضع الداخلي يحتاج إلى حرية سياسية وحركة أحزاب وحركة اجتماعية تفسح المجال أمام مواجهة الفساد والهدر والنهب, والتي هي معيقات أساسية للعمل.

والمسألة فيما أرى وأعتقد ليست مسألة شباب فقط -على محورية دورهم و أهميته- بل هي ا مسائل معنية بها كل أوجه الحياة السياسية في سوريا, وهذا الشأن بالذات جانب وطني يجب إيلائه الكثير من الاهتمام"

• ....................؟

"ردا على اتهامات من هذا القبيل –وبغض النظر عن المتهـِم- أقول أنـّه لا يمكنني الادعاء بأننا ملائكة, فنحن لدينا عيوبنا وأخطاؤنا, وهذا شيء طبيعي, بيد أنّ (الجو) عندنا ليس كما وصفت في سؤالك نهائيا!

إذ يوجد لدينا الكثير من الحرية والتواصل بين مختلف الرفاق, ونحن أساسا لا نفكر من منطلق شباب وشيوخ, وسمة غالبة -وغير مفروضة- لدى كوادرنا القديمة أنها تسعى لفسح المجال للجيل الشاب, ولكن يبقى هذا الموضوع منوطا بقرارات المؤتمرات الحزبية والعمل الديمقراطي فيها.

فأحيانا يتم التمسك بأحد الرموز مثلا من قبل الموجودين أنفسهم, ووجود مناضلين لديهم تجربتهم وخبرتهم؛ يدفع الناس –انطلاقا من احترامها لهم- أن تعتقد أنـّه من الأفضل أن يبقوا, فأين المشكلة في ذلك؟

وهذا على أيـّة حال لا يتعارض مع الميل العام الذي ينحو تجاه (تقديم) الكوادر الشابة, وأجزم أنّ هذه الكوادر تمتلك كل الإمكانيات الذاتية للتقدم, بل والتقدم السريع, ويأتي هنا دور الخبرات الأقدم في تطوير فعالية هذه الطاقات, لأنّ العمل السياسي ليس فقط عملا حماسيا؛ بل يمتلك جانبه المعرفي كذلك, والذي يجب تطويره بشكل مستمر".







2007

ليست هناك تعليقات: